تقع مدينة (رفحاء) في المملكة العربيّة السّعوديّة، وهي محافظة فيها وتعدّ من المحافظات الموجودة في حدود المملكة الشماليّة، كما وتقع على الطريق القديمة المؤدّية إلى الحجّ، التي كانت تربط سابقاً بين مدينة مكّة المكرّمة والعاصمة العراقية بغداد، وهي أيضاً واقعة في الطريق الدوليّة الرابطة بين دول منطقة الخليج العربي وتحديداً دولة الكويت، ومملكة البحرين، ودولة قطر، والدول الواقعة في شرق المملكة العربية السعودية مع بلاد الشّام التي هي المملكة الأردنيّة الهاشميّة، والجمهوريّة العربيّة السّورية، والجمهوريّة اللبنانية، ودولة فلسطين، مع أوروبا وتركيا. وتبعد رفحاء عن مدينة الرياض وأيضاً مدينة الدمام مسافة متعادلة وهي 780 كيلو متر مربّع.
إنّ عدد سكّان هذه المحافظة يبلغ 85 ألف نسمة، ولذلك تعدّ هذه المدينة هي الثّانية من ناحية حجم السكّان بالنسبة لمدن الشمال السعودي، وتسبقها مدينة عرعر. يحدّ هذه المحافظة من الجهة الشرقيّة مدينة ( حفر الباطن )، ومن الجهة الشماليّة تحدّها الجمهوريّة العراقيّة، ومن الجهة الغربيّة نجد مدينة ( عرعر ) ومنطقة ( الجوف )، أمّا من الجهة الجنوبيّة فنجد منطقة ( حائل ).
تعتبر المنطقة الواقعة فيها مدينة رفحاء، منطقة صيد بامتياز، حيث تكثر فيها المناطق ذات المساحات الخضراء وخاصّة خلال فصل الرّبيع، فتكون طبيعتها خلاّبة ساحرة.
في هذه المدينة أماكن أثريّة كثيرة، وخصوصاً في قراها والهجر التي تتبع لهذه المحافظة، وتعد (درب الزبيدة) الأكثر أهميّة من الناحية الأثريّة، وهي الدرب التي يتمّ من خلالها نقل الساعين إلى الحج من الجمهوريّة العراقيّة ليصلوا إلى الأراضي المقدّسة، وفي برك عديدة يتجاوز 18 بركةً، وقد قام بإنشاء هذه الدرب زبيدة زوجة هارون الرشيد الخليفة العبّاسي وهي ابنة جعفر العباسيّة، وأيضاً نجد أثار كثيرة في قرية ( زبالا ) وأيضاً في قرية ( لينه )، وخاصّة تلك الآبار التي تعود لقديم الزمن حيث يروى بأنّه قد تمّ إنشاؤها زمن النبي سليمان، وغيرها الكثير.
إنّ أصل تسمية هذه المدينة (تلة رفحاء)، -الواقعة في الجهة الشماليّة الغربيّة للمدينة-، والتي نُسب إليها اسم رفحاء، يعود لامرأة كانت تسكن في هذه التلّة برفقة عائلتها.
وأخذت هذه المدينة في النمو بدءاً من منتصف القرن العشرين، وتحديداً خلال فترة إنشاء خط البترول المعروف بـ ( التابلاين )، والذي كان يربط بين المناطق الموجود فيها البترول في المنطقة الشرقيّة من المملكة العربيّة السّعوديّة إلى الجمهوريّة اللبنانية في الجنوب من مدينة صيدا حيث يتواجد هناك ميناء الزهران، وبذلك فإنّ هذا الخط يمرّ في كلّ من المملكة الأردنيّة الهاشميّة والجمهوريّة العربيّة السّوريّة، حيث قامت الدولة بالعمل على إنشاء العديد من المحطّات بغيّة ضخ البترول بقوّة من هذه المنطقة.