مدينة تبليسي هي عاصمة جمهورية جورجيا المستقلة والتي كانت حتى أمد قريب إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي الاشتراكية، واستقلت عنه بعد أن تفكك هذا الاتحاد في العام ألف وتسعمائة وتسعين ميلادية.
لقد كان اسم مدينة تيبليسي القديم هو تِفليس، ولكن إبان الحكم السوفييتي تغير هذا الاسم إلى تيبليسي والذي يعني باللغة الجيورجية المياه الدافئة، ومناخ تبيليسي بشكل عام بارد نسبياً حيث تبلغ معدل درجات الحرارة في شهر كانون الثاني وهو ابرد فصولها حوالي واحد درجة مئوية أما أشهرها الأكثر دفئاً فهو شهر حزيران حيث تبلغ معدل درجة حرارتها فيه حوالي الثمانية وعشرين درجة مئوية، ويبلغ عدد سكانها حوالي أكثر من المليون ونصف نسمة، وغالبية سكانها يعتنقون المذهب الأرثوذوكسي، وقليل من سكانها وهم من المسلمين الذين يشكلون ما نسبته الثمانية بالمائة من مجموع السكان، ومدينة تيبليسي تضم أعراقا وجنسيات مختلفة، ففيها عدد لا بأس به من الأتراك والأذريين والأرمن كما ويوجد بها جالية يهودية أيضا، ويمر من منتصف المدينة ويقسمها على قسمين نعر كبير يسمى نهر كورا.
لقد احتل العرب مدينة تيبليسي في القرن السابع الميلادي وأنشئوا فيها إمارة واستمرت في الحياة حتى عام ألف ومائة واثني عشر ميلادية إلى تم القضاء عليها قضاء مبرما على يد الملك الجيورجي المدعو ديفيد الذي أعاد بناء مملكة جيورجيا واتخذ من تيبليسي عاصمة له، حيث قام ببنائها بالقرب من منابع المياه الدافئة والذي اشتق منه فيما بعد اسم المدينة.
مدينة تيبليسي تعتبر إلتقاءً لطرق ووسائل التجارة مع شرق القوقاز وأرمينيا وتركيا وإيران وسوريا، ويذكر أن روسيا القيصرية قد قامت بضمها إليها في العام أف وثمانمائة واثنين ميلادية حتى تم إخضاعها أيضاً فيما بعد لحكم السوفييت، وتقع تيبليسي على خطوط طول وعرض 41 شمالاً و45 جنوبا، و43 شرقاً إلى 45 جنوباً، وتمتاز بكثرة ثلوجها وبرودة طقسها قياساً للدول المحيطة بها.
يعمل سكانها في تجارة النفط والتجارة بشكل عام، ويعتمدون في اقتصادهم على المعاملات التجارية مع جمهورية روسيا والتي ترتبط بهم في علاقات سياسية واقتصادية وطيدة جداً ومتداخلة، ومع محاولاتهم الحثيثة بالاستقلال عن الهيمنة الروسية إلا أن كل محاولات الناشطين فيها بهذا الصدد باءت بالفشل، ولا زالت تيبليسيا ومعها جورجيا خاضعتين للنفوذ الروسي القوي والذي لا يزال يتحكم في صنع قرارها السياسي جنباً إلى جنب مع قرارها الاقتصادي.