الأبوة والأمومة غريزة وضعها الله عزَّ وجل في الرجل والمرأة، وجعل لها في قلبهما مكاناً كبيراً وخصوصاً في قلب المرأة، فحُلُم كل امرأة منذ يوم زفافها؛ أو تحمل جنينها الذي هو ثمرة زواجها من شريك حياتها في رحمها تسعة أشهر؛ ثم تراه أمامها ناسيةً أية آلام أو تعب تكون قد مرَّت بهم. والأطفال نعمة من الله عزَّ وجل وهدية منه سبحانه للزوجين وهو رِزقٌ خالصٌ لهما. ولكن الإنجاب مثله مثل أي نوعٍ آخر من الرِّزق؛ لا بُدَّ من السَّعي له، لأنه لن يأتي وحده. فلا بُدَّ من العمل والأخذ بالما هى اسباب حتى يحصل الحمل.
من البديهي أن يتم الحمل عن طريق الجِماع بين الزوجين؛ فيدخل السائل المنوي من الرجل إلى رحم الزوجة ويلتقي بالبويضة التي لا بُدَّ أن تكون جاهزة للتلقيح، فيلقحها. وليحدث هذا التلقيح؛ لا بُدَّ أن يحصُل الجِماع في أوقات معيَّنة من الشهر؛ تكون فيه البويضة جاهزة لاستقبال الحيوان المنوي القادر على اختراقها وتلقيحها. وهُنا نحن نتحدَّث عن الوضع الطبيعي لحدوث الحمل، فلا يوجد أي موانع طبيعية أو اصطناعية؛ ولا أي عوارض تُقلِّل من احتمالية حدوث الحمل.
لحدوث الحمل بالطريقة الطبيعية؛ يجب على المرأة أن تعرف موعد الإباضة لديها، ويمكن معرفة هذا الموعد بعدة طرق، منها على سبيل المِثال طريقة الحساب. في الوضع الطبيعي؛ تكون دورة المرأة الشهرية مدتها ثمانية وعشرون (28) يوماً، فتبدأ الحساب من أول يوم نزول للدورة، وتحسب عشرة أيام، لا يهمُّ متى موعد انتهاء الدورة وطهارة المرأة منها. في هذه الفترة – أي بعد عشرة أيام من بدء نزول الدورة – تكون فترة التبويض عند المرأة، وقد تزيدُ عن ذلك بيومٍ أو يومين، وخلال هذه الفترة لا بُجَّ للزوجين من تكثيف عملية الجِماع حتى يحدث الإخصاب. ولا أقصد بتكثيف الجِمع هو أن يكون مرتين أو أكثر في اليوم الواحد، بل المقصود أن يحصل الجماع خلال هذه الفترة مرة على الأقل وبحد أدنى كل يومين مرة. وللحصول على نتائج أفضل؛ يُفضَّل أن يحصل الجِماع مرة يومياً لمدة ستة أيام من موعد بدء التبويض، حتى تزداد نسبة حصول الإخصاب.
ومن الطرق ووسائل الأخرى لمعرفة وقت التبويض؛ وخصوصاً للنساء اللاتي لا تنتظم دورتهن الشهرية، يمكن عن طريق الفحص المهبلي بالموجات الفوق الصوتية عن الطبيب، وهي أكثر الطُّرق دقة، حيث أنه يمكن رؤية البويضة وجاهزيتها للتلقيح. وهناك أيضاً فحص موجود في الصيدليات، يمكن من خلاله الحصول على نتائج دقيقة نسبياً بخصوص الإباضة وحدوثها. ويمكن كذلك أن تعرف المرأة أنها في مرحلة تبويض من خلال التغيرات الفسيولوجية التي تحصل لها؛ ويمكن أن تصاحبها بعض الآلام ونزول الإفرازات المهبلية التي تدلُّ على حصول الإباضة.
تبقى البويضة جاهزة للتخصيب لمدة يومين؛ ثم تنزل إلى الرحم وتلتصق بجداره، وهُنا لا تفقد البويضة خاصيتها للتلقيح؛ وتنتهي دورة حياتها. فيجب على الزوجين عمل نفس الإجراءات في الشهر الذي يليه، لعلَّ وعسى أن يَمِنَّ الله عليهم ويرزقهم، إنه هو الرزَّاق ذو القوة المتين.