ليس هناك سبيل مضمون بنسبة 100 % لمعرفة المتحدث أصادق هو كاذب ، فذلك إنما أمره بين الشخص و نفسه و الله وحده المطلع على خائنة الأعين و ما تخفي الصدور، إلا أنه توجد مؤشرات لدى الغالبية الساحقة من الكاذبين تساعد في كشف كذبهم إلا من تمكن من إخفاء تلك المؤشرات بمكر من نفسه.
حين يكذب الإنسان فإن إضطراباً يستشري في كافة وظائف جسده ذلك بأن ذاكرة الجسد يخالفها لسان النطق! و من هنا إستطاع العلماء تصنيع جهاز أسموه جهاز كشف الكذب ، و مبدأ عمله هو قياس أي إضطراب يصيب الوظائف الحيوية في الجسم لحظة الحديث ، و هو جهاز ناجح لمدى كبير و لكن كما قلنا قد يخدع إنسان ما ذلك الجهاز بأن يكون ماهراً في الحفاظ على توازنه وقت الكذب .
أيضاً لاحظ العلماء إضطراب حركة العين لدى الكاذب بشكل ملحوظ، و كذلك إزدياد حركة الرقبة و الأيدي لمن يقوم بالكذب عمن يحدث بالصدق.
و كما قلنا فتبقى كل تلك مؤشرات و قد لا تكون يقينية 100%، لذلك إياك و تكذيب الناس إن لمحت منهم بعض الحركات في العين أو الرقبة فقد تكون تلك من عاداتهم ، فإنما يؤخذ ذلك من العلماء بانهم يجرون التجارب على عينة واسعة و ليس على فرد بعينه و قد يكون ضمن عينتهم قليل من الشواذ عن تلك القاعدة.
لكن إعلم يا عزيزي القارىء أنه و كما يقول المثل الشعبي البسيط : حبل الكذب قصير!! ، فمهما طالت كذبة من يكذب فستكتشف يوماً ما ذلك بأن الكاذب يقول ما لم يحدث و من ثم من كثرة كذبه فإنه لن يعود قادراً على تذكر ما قال لأنه لا يعكس واقعاً و بالتالي سيقع في التناقض و يكشف كذبه.
إذن لا تحاول تتبع حركات الناس و إنما خذ ما تسمع بحسن نية ، فإن كان يعنيك أمر من تستمع إليه فإنك سوف تستمع له مراراً ، و سيأتي يوم يثبت لك فيه صدقه من كذبه، و أخيراً إعلم أن الكذب كله منبوذ كبيره و صغيره ، و لكن إياك أن لا تفرق بين كذبة بسيطة قد يكون أثرها لا يذكر، و أخرى ضخمة تسبب البلاء و الخراب فإنهن ليستا سواء في ذمك لذلك الشخص.