مقدمة
لا يوجد شخص لا يريد النجاح، لكن الكثير من الأشخاص يخفقون في الوصول إليه؛ لأنهم يعتقدون أن النجاح عبارة عن كلمة غير ممكنة أو مستحيلة صعبة المراد، لكن الحقيقة غير ذلك، الحقيقة تكمن في تقاعسنا وإهمالنا لما هى اسباب النجاح.
النجاح ليس مستحيل، النجاح هو ناتج عن إيمان الشخص بقدراته والإجتهاد في عمله، أغلب الناس يعتقدون أن الناجح لا يفشل، وهذا خطأ كبير، بل هذا هو المستحيل، الناجح هو ذلك الشخص الذي مر بالكثير من العقبات، بل تعرض للسقوط مرات ومرات، لكنه لم يعتقد أبداً أن النجاح غير ممكن بالنسبة له، وهذا هو الفرق بين الناجح والفاشل.
تعرف ما هو النجاح
النجاح هو طموحك، هو حلمك، هو سعيك المستمر للتحسن، لكن لا تفكر أبدا أن تكون كاملاً؛ لأن الكمال لله وحده فقط، وإذا سمعت أحدهم يصرخ ويقول: "لقد حققت النجاح في كل شيئ"، فاعلم أنه لم يحقق أي نجاح، وأكبر جاهل على هذا الكوكب هو من يتفوه بهذا الهراء، النجاح لا يعني الكمال، النجاح لا يعني أنك يجب أن تحقق كل غايتك.
هل تعلم تعرف ما هو النجاح عند العظماء والنجباء؟، هل تعلم طريقتهم في تحقيق أحلامهم؟ماذا لو تعلم أن هؤلاء كانوا يعتقدون أن النجاح هو السعي في طريق حلمه، يقول بعض الجهابذة من أبناء الأمة الإسلامية " أنا أسير في طريق الصحيح إلى الهدف مثل السلحفاة، أعلم أن الطريق طويل، صعب، وشاق، البعض يعتقد أن النجاح هو إتمام الطريق والوصول للقمة، لكنه ينزلق في بداية الطريق، لأنه لا يمتلك الإيمان الكافي. وأنا احسن وأفضل أن أموت على هذا الطريق، كما احسن وأفضل أن أصِل إلى القمة".
هؤلاء هم العظماء، الذين حققوا نجاحاً عريضا في حياتهم، الذين كانوا متيقنين أن النجاح هو الثبات على المبدأ والصبر.هناك العديد من الطرق وخطوات لمن أراد أن يجني ثمار النجاح في حياته، هذه الطرق وخطوات تساعد الأشخاص الذين يسعون إلى هدف أو مجموعة من الأهداف، يريد تحقيقها مهما كلفه الأمر.
شروط أن تكون إنساناً ناجحاً
- باعتبارنا مسلمين، يجب أن نثق بالله ونستمد منه العون والقوة، ولا يتحقق ذلك إلا بتقواه ولزوم طاعته.
- يجب ان يمتلئ قلبك بالمحبة، محبة ما تقوم بفعله، فالحب يجدد شبابك، ويُطيل عمرك، ويورثك الطمأنينة، أما الكراهية التي تنفر القلب من فعل شيئاً ما، فهي تملأ القلوب تعاسة وشقاء، وتجهل نظرتك للحياة بائسة يائسة.
- النجاح يتطلب أن تُحب غيرك؛ لأن العظماء هم الذين ينشرون الخير على الناس، فتتضاعف سعادتك، وتشعر أنك قدمت شيئاً هامة للناس، وهذا بحد ذاته فشل فيه الكثير من الناس؛ لأنهم ببساطة كانوا يحتكرون الخير للناس، لذلك عليك أن تملئ قلبك حباً وخيراً وتسامحاً.
- لا تبكي على ما مضى، أن الذي يبكي على فُرصه القليلة في هذه الدنيا هو شقي، بل انهض بكل قوة واستمر في السير لأن الحياة عندما تضرب أحدنا تضربه بقوة، والأمر غير متعلق بإصابتك بل متعلق بمدى تحملك قوة الضرب، لأن الحياة لن تتوقف في قسوتها علينا إذا واجهناها بجسد ضعيف، أنهض وتقدم أمامك الكثير من الوقت الذي لا يستحق الضياع.
- التفاؤل مطلوب يا صديقي؛ لأن المتفائل ينظر إلى السماء عندما تكون حالكة الظلام، هو يعلم بعدم وجود الشمس، لكنه ينظر إلى القمر الذي لم يستطع الظلام الحالك طمسه، وهذا كل ما في الأمر.
لكن المتشائم ينظر إلى السواد الحالك، ولا يرى ضياء القمر المنير، هو يراه لكنه لايراه، يتجاهله، لأنه يعلم قسوة التشائم الذي يعيش فيه. المتفائل يجذب الآخرين إليه، أما المتشائم يطرد الناس عنه، لأن الناس تُحب أن تسمع كلمات وعبارات الأمل ومن يبث فيهم القوة والحيوية، وتكره سماع التشائم واليأس من يبث فيهم الأحباط والركود.
- الإنصاف بين الناس؛ لأن الإنصاف خلق الناجحين في حياتهم، الناجح هو الذي يقول الحق ولو كان من يحبه يكره سماع قوله، وأما الفاشل هو الذي يسعى إلى تبرير الأخطاء، ويالبحث عن مخارج شتى لينقذ بها من يحبه.
- لا تلتفت إلى ما يقوله الناس عنك، فإذا رماك الناس بالطوب فجمع هذا الطوب وابني به بيتاً لك، وإذا رموك بالزهور فوزعها على الذين علّموك، هؤلاء الذين وضعوا لك السلم للصعود والمكافحة وعدم الاستسلام.
- ثق بالله ثم بنفسك، ليس هناك مشكلة في ان تتعرف على عيوبك، وكلما تعرفت على عيوبك كلما عملت جاهداً للتخلص منها، وعندما تتخلص منها يبدأ خط سيرك نحو النجاح يُرسم، وتبدأ أحلامك تتجلى أمام ناظرك. وكل ذلك تحقق لأنك وثقت بنفسك.
- احذر الغرور، عندما تنج في تحقيق شيئاً ما سوف تعجب بنفسك كثيرا، ثم يبدأ الغرور رويداُ رويداً في التسلل إلى قلبك، ابتعد عن الإعجاب الشديد بالنفس، وكلما حققت نجاجاً، تذكر أن ذلك حصل بتوفيق من الله سبحانه، ثم بفضل جهدك المتواصل، ولا تتكبر حتى لا تسقط سقوطاً مدوياً.
- عندما تنتصر احترم خصمك، احذر من التشمت والازدراء للخصم، وشاركهم في حزنهم، فإن ذلك احتراماً لهم، وتخيل لو أنك في مكانه.
- هذب نفسك، إياك أن تجمع بين القناعة والتكاسل، ولا بين الشموخ والغرور، ولا بين التواضع والمذلة.
- الصحبة الصالحة، اختر الصديق الصدوق، الذي إذا انعوجت قومك، وإذا انزلقت أخذ بيدك، الصديق الذي لا يعاتبك ولا تعاتبه في كل صغيرة وكبيرة، غَض الطرف عن المذلات مهم للصداقة؛ لأنه لا يوجد بشر يتصف بصفات الكمال، فالكمال لله وحده.
- ابتعد عن المخاصمة؛ لأن الخصام يمزق روابط الصداقة، ويبني السدود الوهمية بين الأصدقاء، حاول دائماً أن تكون ذا صدر رحب، الناجح لا يضيق صدره.
تسامح مع الذين أخطأوا في حقك، وجد لهم الأعذار، التسامح مطلوب، ولا تعتقد أن ذلك ضعفاً فيك، التسامح شيمة الوقورين الحكماء. أعط الأخرين ما تقدر عليه، من مالك، وقتك، جهدك، حسب قدرتك، ولا تَمُن على الناس، المنان صفة حقيرة، لأن الله خلق البشر كُرماء، والناس تكره من يتمنن عليهم.
- الفشل صديق، وليس عدو، لولا الفشل لما تعرفت على النجاح، هذا هو الشعار الذي يجب عليك رفعه؛ لأن حلقة النجاح تمر بأكثر من سلسلة فاشلة، ولولا هذه السلاسل لما تكونت الحلقة، ولما عرفت طعم النجاح، لكن احذر من تكرار نفس الخطأ أكثر من مرة.
- الرضى بالقليل ليس عيباً، قد نجد بعض الناس الأغنياء فشلة حقيقيون، وهذا أمر طبيعي، لكن ما يعتقده الناس أن الغنى ناتج من النجاح، وأن الفقر ناتج من فشل الشخص، وهذا الخطأ الذي لا يقع به سوى البسطاء من الناس، لا يعلمون ما معنى النجاح والفشل، لا يدرون أن النجاح والفشل لا يرتبطون دائماً بغناء الشخص وفقره.
وإن رضى الشخص بالقليل، لا يعني أنه لا يجتهد، بل قد نجده من أذكى الناس وأنبلهم، وله من الأنجازات الكثير، غير أن ماله قليل، تذكر دائماً من مد لك يد العون، وساعدك للنهوض من جديد؛ لأن هذا سوف يجعلك تقدم المساعدة لغيرك، وتذكرهم لأنهم لم يتركوك وحيداً عندما تخلى عنك الكثير، لا تكتفي بشكرهم مرة، بل أشكرهم دائماً ما بقيتَ حياً.