نسمع الناس في كثير من الأوقات يقولون بأن الإنسان يجب أن يكون على طبيعته فتعتبر هذه النصيحة من أكثر النصائح تداولاً بين البشر، ولكن وبسبب العالم الزائف الذي نعيش فيه في هذه الأيام لا ندرك المعنى الحقيقي وراء هذه الكلمة، إذ إنّ الجميع في هذه الأيام مذهول بأبطال الأفلام والمسلسلات وغيرهم ممن نتطلع إليهم بشغف ولكننا لا ندرك أنّنا لا نستطيع تقليدهم حقاً لأنهم في الواقع يعيشون في عالم يختلف عن عالمنا بالإضافة إلى أنّهم يعيشون أيضاً في عالم من التصنع والمظاهر الخادعة، فكما قال رالف ايمرسون:" احسن وأفضل إنجاز هو أن تكون الشخص الذي تريد في عالم يحاول جعلك الشخص الذي لا تريد".
فمن المهم في البداية كي تكون على طبيعتهم أن تعرف نفسك جيداً وأن تعرف تعرف على ما هى طبيعتك، فمع تقدم العمر قد نغوص في بحر من التصنع الكاذب بحيث نصدقه على أساس أنّه واقع وننسى في الواقع طبيعتنا الحقيقية ومعدننا الأصلي، فلذلك يجب علينا أن نزيل الأتربة التي تراكمت على أنفسنا مع مرور الزمن لنجد حقيقتنا الفعلية التي كنّا عليها ونحن أطفال صغار، فالأطفال هم الوحيدون الذين يكونون على طبيعتهم مهما كان الموقف الذي يعيشون فيه وذلك لعدم أخذهم بعين الاعتبار لرأي أي شخص آخر عدا أنفسهم.
وعليك الاهتمام بعدم إجراء المقارنات فيما بينك وبين الأشخاص الآخرين فأنت تتميز عن الباقين كلهم، ولكن عليك أن تجعل من ذاتك التي تحبها وتقبلها كتعرف على ما هى احسن وأفضل ما في الوجود وتحاول تحسينها بحسب المبادئ التي تحبها، ولكن هذا لا يعني أن تقوم بالتعدي على حقوق الآخرين أو تجرحهم وتؤذيهم كي تكون على طبيعتك بل يجب أن تقوم باحترام خصوصية وحرية الآخرين أيضاً، وقد تجد نفسك في بعض الأحيان في مواقف تختلف فيها برأيك أو مبادئك عن جميع من حولك وهذا لا يعني أن تمشي مع التيار لكونك أنت الوحيد المختلف فقد تكون أنت الوحيد المميز بينهم، فيجب عليك السير وراء مبادئك طالما تعرف أنّك على حق وطالما أنّك لا تقوم بفعل أي أمر خاطئ.
ولا يعني أن تكون على طبيعتك وأن تقبل نفسك كتعرف على ما هى أن لا تقوم بتطوير نفسك على الإطلاق وتجمد في مكانك بل يجب عليك باستمرار أن تقوم بالالبحث عن مصادر قوتك الخاصة وأن تقوم بالعمل بشكل مستمر على تطوير نفسك واكتشاف قدراتك بشكل مستمر والعمل على التقليل من نقاط ضعفك أيضاً.
