في أمورالميراث أحكام كثيرة يصعب حصرها الا من المختصين بأحكام الفقة الاسلامي الشرعي، والوصية أمر مهم يجب تنفيذه قبل توزيع الأرث وقبل أن يأخذ من المال أي مبلغ مهما كان بسيطاً، وهناك أمر آخر مهم يشترك مع الوصية من ناحية الأهمية وفائدة قبل توزيع الميراث، ألا وهو الدين حيث يقول الله تعالى في سورة النساء وفي معظم ايات الميراث ( من بعد صية يوصي بها أو دين)، ومن المعروف أن الرجل أو المرأة قد يرثه أو يرثها من الآباء أو من الأبناء ويقول الله تعالى بما معنى الآية الكريمة (أبآئُكم وأبنائُكم لا تدرون أيٌهم أقربُ لكُم نفعاً)، والوصية يتم تنفيذها قبل تقسيم الميراث وتوزيعه ولا يجوز أن يوصي الشخص بكل مالة ويترك ذريته يتكففون أيدي الناس.
أما الميراث للرجل أن كان له ولد فيقسم على زوجتة وأبنائه أن كانو ذكوراً وإناثاً ويكون نصيب الزوجة الثمن و الأبناء يكون للذكر مثل حظ الأنثيين، ولكن لنفرض أن الرجل يملك أولاداً ذكوراً أو اناثاً متزوجين ولهم أبناء، أي أن الرجل الأب الكبير له أبناء ذكور وإناث وله أحفاد، ففي حالة وفاة هذا الأب فإن الميراث يقسم بالتساوي على الأبناء الذكور والإناث كما القاعدة الشرعية المعروفة للذكر مثل حظ الأنثيين، لكن ماذا لو كان أحد الأبناء متوفى أي أن الجد توفى له أحد الأبناء المتزوجين وله أبناء، لنفرض أن أحدهم له ثلاث أولاد ذكور وكلهم متزوجين ولهم أبناء وتوفي أحدهم، فإن الشرع في هذه الحالة يعطي الميراث فقط لأثنين من أبناء الأب ولا يعطي الثالث لأنه متوفى، إلا أن أبناء الأبن المتوفى موجودين ولكن لا يكون لهم أي نصيب من الميراث في الشرع، هذا يعتبر فيه اجحاف في حق اليتامى أبناء الأخ الثالث المتوفى والذي توفي قبل وفاة والدة.
هنا تأتي الوصية الواجبة وهي أن يوصي الأب (الذي يملك ثلاثة من الولد) بمبلغ من المال أثناء حياته لأبناء إبنه المتوفى لأن الشرع وفي حالة وفاته لا يعطي الأحفاد أي نصيب من الميراث، وهذه الوصية تمثل احقاقاً للعدالة في الدين الإسلامي حيث أن أبناء المتوفى وهم في هذه الحالة أيتام لا يحصلون على أي نصيب من ميراث جدهم في الشرع، ومن غير المنطقي أي يتمتع الأخوة بأموال والدهم وأبناء أخوهم المتوفى يتكففون أيد الناس، ولما أن الشرع قدم الوصية والدين على الميراث فإن الايتام في هذه الحالة يأخذون الأولوية الأولى بالحصول على ميراث أبيهم، غير أن الإسلام لم يحدد مقدار هذه الوصية الواجبة، وغالبا تكون بمقدار تقريباً من نصيب الأب في ميراث الجد - والله أعلم، ولهذا حرص الإسلام على مثل هذه الوصية ضماناً للعدالة وتحقيقاً للمساواة الأجتماعية ولكي يمنع خطر الخلاف والتمزق بين العائلات وحدوث المشاكل وعيوب العائلية بسبب الأمور المادية.
حيث أن كثيراً من الناس وبمجرد وفاة الأب يباشرون بتقسيم الميراث وتبدأ النزاعات والصراعات حينها، وكثيراً هم من يأكلون مواريث البنات تحديداً بحجة أنهم لا يسمحون لزوجها الغريب بالاستيلاء على أموال العائلة، وكلما كثرت أموال الأرث زادت المشاكل وعيوب العائلية وخسر الناس بعضهم، ومن هنا أتى حرص الإسلام على حل جميع الأشكاليات التي قد تؤدي الى النزاعات بين المسلمين.