خلق الله الإنسان على فطرة الدين، وجعل الدين الإسلامي أساساً، بعد كل الأديان التي مرت على البشرية، ووهبنا العقل لنتفكر بما حولنا، ونسبح بحمده ونقدس له، ورسم لنا كل الخطوط التي يمكن أن نسير علها بلا حياد، فوعد المؤمن بالجنة، وبشر الكافر بالنار، فالدين الإسلامي خلق ليجمع الناس كلهم على ملة واحدة، يعبدون الله وحده لا شريك له، ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة، ويسيرون على نهجه ودينه، ولكن مغريات الحياة، والإنصياع للشيطان، جعل الكثير من الناس يزيغون عن الدين الحنيف، فإعتنقوا الأديان الأخرى، وبقوا على جهلهم وضلالهم، ولكن الله لم يرضيه ذلك، فبعث بين الناس الرسل وكان آخرهم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، ليخرج الناس من الكفر إلى الإسلام، وإستطاع أن يجعله دين العصر، وبعد سيدنا محمد توالت الفتوحات وإنتشر الداعية بين الناس، يدعون لدين محمد، ويفعلون ما أمر الله به، وهو نشر الرسالة، وهي في الحقيقة رسالة عظيمة.
فكيف يمكن للانسان أن يصبح داعية ؟
الجواب بسيط، وإاليكم الآن الأمور الواجب مراعاتها لتصبح داعية بإذن الله تعالى:
1. إبدأ بنفسك، وحاول أن تسيطر على شهواتك، ولا تترك مجالاً للشيطان ليتغلغل إلى نفسك وبدنك، وإعمل المستحيل لتصل إلى قمة اسلامك، ولا تترك أمور الدين من أجل الدنيا.
2. نقي نفسك من البغض والكسل، والحسد، فإن هذه من مداخل الشيطان لنفسك، فإن كنت تطمح أن تصبح داعية، يجب أن تكون خالياً منها، وأحب لأخيك ما تحب لنفسك، وإجعل الدين الإسلامي هو شغلك الشاغل.
3. (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) فالدعوة إلى الله يجب أن تكون بالأسلوب الحكيم، والصوت الذي يصيب القلب، وإبدأ أولاً بالأمور التي تجتذب الناس إلى الدين، كروعة الجنة، وما فيها من خيرات أعدت فقط للمؤمنين، ورغبهم بالدين، وحاول أن تذكرهم بأن باب التوبة مفتوح على الدوام، وأنّ الله غفور رحيم، وأترك الأمور التي تتعلق بالأحكام، كحكم السارق مثلاً، أو الزاني أو ما إلى ذلك، فهذه الأمور تجعلهم يشعرون أن ديننا دين عسر.
4. كن ملما بجميع الامور التي تتعلق بالدين، سواء أكانت شريعة، عقيدة، فقه، عبادات، وغيرها، حتى تكون حجة قوية عند الدعوة، فان سألوك عن شيء إستعد للاجابة عنه، ولا تنفرهم من الدين، وابدأ بالشباب، لآنهم هم ذروة البيت، ويمكن أن يؤثروا بمن حولهم بسهولة.
5. أتلو عليهم بعض الأيات التي ترغب في الدين، بصوت جميع عذب، وإختار اللين في تعاملك معهم، وتذكر بأن هؤلاء لا يفقهون شيئا، وإن شعرت أنهم يميلون للإسلام، أطل الحديث عن الجنة ونعيمها، وأنّ الله قريب يجيب الدعاء، واسع لأن تجعلهم ينطقون الشهادة، فهي تبعث في القلب حلاوة لا مثيل لها.