المعاصي :هي سبب في غضب الله على العبد والطرد من رحمته، لذلك يسعى الإنسان صاحب العقل السليم إلى البعد عن هذه المعاصي، وكسب رضى الله الذي هو سر التوفيق في الحياة الدنيا وفي الآخرة بإذن الله، فإن كنت ممن يرتكبون المعاصي فلا تيأس من رحمة الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " كل ابن آدم خطآء، وخير الخطائين التوابين"، وعليك الإعتراف بخطئك والمسارعة في التّوبة إلى الله تعالى والبعد كل البعد عن هذه المعاصي، وإليك بعض الطرق ووسائل التي تساعدك في البعد عن المعاصي:-
) الدّعاء: هو سرّ الخلاص من كل بلاء، فقد قال تعالى:" أمن يجيب دعوة الدّاع إذا دعاه"، فإدع الله وسارع إلى التوبة إليه، وتوسل اليه في الدّعاء، فكلما ألححت في طلب حاجتك وفقك الله إليها، فإرفع يديك اليه تعالى عله يجيب حاجتك.
) المجاهدة: جاهد نفسك على ترك المعصية، ولا تضجر بسرعة، فترك المعصية لا يكون بين يوم وليلة، وإنما عليك بالصبر، وما مجاهدتك لنفسك إلا دليل على صدق نيتك في ترك المعاصي، فقال تعالى:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".
) الخوف من عواقب المعصية: عواقب المعصية ستشكل محفزاً لك للابتعاد عنها، فحين تعلم ما يحل بالعاصي من هم وغم وكربة وضيق صدر وفشل في الحياة الدنيا وعظيم الخسران في الحياة الآخرة، فان نفسك ستعفى المعاصي وستبتعد عنها.
) الإبتعاد عن ما هى اسباب المعصية: كل معصية لها طريق ومحفز يجعلك تسلك طريق المعصية، فأنت حين تستمع لبعض الأصدقاء يتحدثون عن مسلسل ما، ويرغبونك في مشاهدتك ، فإن هذا سيشكل طريقاً لك تسلكها في معصية جديدة تتمثل في اضاعة الوقت على المسلسلات الهابطة، فإبتعد عن رفقة السوء ولا تعط نفسك مجالاً للإنطياع إلى مثل هذه الشهوات، وتذكّر دائماً قوله تعالى يوم لا ينفع الندم:" ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا - ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلاً - لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني".
) إجعل دائماً موت الفجأة صوب عينيك، وحدث نفسك ماذا لو مت وأنا لم أصلي الفجر؟ ماذا لو مت وأن أحادث بعض الفتيات؟ ماذا لو مت وأن أشاهد القنوات الهابطة؟ فالتفكير في موت الفجأة سيشكل حائلا بينك وبين المعاضي باذن الله.
) تذكّر لحظات الموت ولحظات الغسل وأنت جثة هامدة لا تستطيع الحراك، تذكر كيف سينتهي عمرك وتوضع في القبر وسيأتيك الملكين يسألونك عن أّيامك فيما قضيتها، تذكّر دائماً لحظة الحساب وكيف ستقف بين يدي الله وتعرض عليك صحيفة أعمالك، وإسأل نفسك ماذا كتبت بها؟ ماذا خطت يداك من المعاصي؟ ماذا نطق لسانك؟ ماذا شاهدت عيناك؟ فكل عضو من جسدك سيشهد عليك يوم القيامة، عندما تستشعر هذه اللحظات الأخروية فان نفسك ستسيقظ من أوهام ملذات المعاصي.
وأخيراً لا تنسى أنّ الإرادة القويّة سرّ النّجاح في اى عمل، فإجعل عزيمتك قوية وصمم في قرارة نفسك على البعد عن المعاصي والله ولي التوفيق.