افترض الله عز وجل زكاة المال على المسلمين، وجعلها من أركان الإسلام، لما لها من أهمية وفائدة عظيمة وفوائد وحكم شتى.
فما الحكمة من فرض الزكاة؟ وعلى من تجب؟ وكيف يمكن إخراجها؟
الحكمة من الزكاة:
هناك حكم كثيرة نذكر منها: -
-الزكاة ترتقي بأخلاق المزكي، وتذب عنه صفة البخل، ويصبح الكرم سجية فيه.
- والزكاة تجعل الفرد يقترب من المؤمن الكامل، حيث قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فعندما يحتاج الفرد للمال يود لو أن غيره أعطاه وفرج عنه كربته، فعندما يعطي غيره يكون قد أحب لغيره مثل ما أحب لنفسه.
- تجعل المجتمع المسلم مجتمعًا قويًا متماسكًا كالأسرة الواحدة يحمل بعضهم هم الآخر، ويحققون معنى التكافل الحقيقي.
- تزكية المال: ففي إخراج الزكاة صيانة وتزكية للمال، حيث تحل البركة فيه.
- كما أن الصدقة ترضي الله، وتبعد غضبه كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: "أن صدقة السر تطفئ غضب الرب".
شروط وجوب الزكاة:
1. أن يمتلك الفرد المسلم مالاً، ويكون قد بلغ النصاب " أي الحد الأدنى من المال الذي يوجب الزكاة ", ويختلف النصاب حسب نوع المال، فمثلاً نصاب الذهب 85 جرامًا، ونصاب الفضة 595 جرام.
2. أن يحول عليه الحول "أي يمضي على امتلاكه سنة قمرية كاملة".
زكاة الأوراق النقدية: إذا بلغت المال النصاب وحال عليه الحول، وجب إخراج الزكاة عليه، والنصاب هو ما تساوى مع نصاب الأقل من الذهب أو الفضة، وعند إخراج الزكاة فيخرج المزكي 2.5% من أمواله " أي ربع العشر ".
زكاة الزروع والأثمار: والنصاب هنا خمسة أوسق، أي ما يعادل 610كجم تقربا، فإذا بلغ النصاب وحال الحول يخرج المزكي العشر إذا كان زرعه لا يسقى بمؤونة، ويعتمد على مياه الأمطار، أما إذا كان يُسقى بمؤونة فيجب إخراج نصف العشر.
زكاة الأراضي: إذا كانت نية متملك الأرض المتاجرة بها، فعليه أن يخرج ربع العشر من قيمتها إذا حال عليها الحول، أما إذا تكن نيته المتاجرة فلا زكاة فيها كما لو كان منزلا أو استراحة.
خطورة ترك الزكاة: عندما جاء الإسلام وجد الناس قبائل متناحرة، وشعوبًا شتى، ولكنه ألف بينهم، وحث على التسامح والتودد للمسلم من أخيه، وحث على التكافل الاجتماعي، حيث تعتبر الزكاة ركيزة مهمة جدًا للارتقاء بمستوى التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وحث على تحقيق مبدأ "إنما المؤمنون إخوة".
وإذا أهمل المسلم إخراج الزكاة، أو قصر في ذلك فيكون ضمن من توعدهم الله عز وجل بالعقاب الشديد حيث قال: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذابٍ أليم".
وإنّ ترك الزكاة مدعاة لهلاك المجتمع بأكمله، وليس مانع الزكاة فقط، فذلك مدعاة للقضاء على النبات والحيوان، ومنع القطر من السماء، وجفاف الآبار، وموت الأشجار، حيث قال صلى الله عليه وسلم: " ما منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر ".