عندما شرع الله العقيدة بين البشر ، كان الهدف واضحاً منها ، وهو بث روح الأخوة والتسامح والمساعدة بين الناس ، فهناك الخير وهناك الشر مهما اختلفت العصور ، ورغم ذلك استطاع الإنسان أن يكون قدوة حسنة ، خاصة الشخص المعتدل الذي يفكر بأخيه المسلم ويسانده ويساعده في حياته ، وفي ظروفه التي لربما تكون سيئة ، وعندما جاء الدين الاسلامي ، شرع العبادات بين البشر ، وأوجد أركان الاسلام وأركان الإيمان. وأركان الإسلام يعني أن الإسلام لا يقوم إلا إذا قام الإنسان بأدائها ، وهي أن يشهد الشخص بأن الله وحده لا شريك له ، وينطق بالشهادتين ، وهما لا إله إلا الله ، سيدنا محمد رسول الله ، وأن يقيم الصلاة ، بالأركان والطريقة التي حددها الشرع ، وأن يؤتي الزكاة ، وهي ما سنتحدث عنها بالتفصيل ، وصوم رمضان وهذا هو الركن الوحيد الذي جعله الله بينه وبين العبد وحدهما ، والحج من استطاع لبيت الله الحرام سبيلاً .
وحديثنا هذا سيدور عن الزكاة ، فتعرف على ما هى الزكاة ، ولماذا فرضها الاسلام على المسلمين ؟
الزكاة هي إخراج المسلم لجزء من أمواله في سبيل الله للفقراء والمساكين ، وهذه هي فئة من بين ثماني فئات ذكرت في القرآن الكريم ، والزكاة تعني أن يتبرع المسلم من الأموال التي أكرمه بها الله سبحانه ، ليكون عبداً شكوراً ، ويكرم عباد الله بأموال المولى عز وجل ، فكما تعلم عزيزي القارئ أن هذه الأموال التي نتبرع بها للناس ، هي في الحقيقة أموال الله عز وجل جعلها بين أيدينا كأدوات ليرى كيف سنحسن استخدامها أو أن نسيء للناس بها .
والله سبحانه توعدنا بالحساب عن المال الذي نصرفه في حياتنا ، فللمسلم الفقير حق منها ، لا بد أن يحصل عليه سواء بالتراضي أو بالإجبار . فالزكاة كما ذكرنا هي الركن الثالث من أركان الاسلام بعد الصلاة ويعني ذلك مكانتها العظيمة التي يجب أن نعتز بها .
حكم زكاة المال المدخر :
والمال المدخر / هو المال الذي قام صاحبه بتخزينه وحفظه ، من أجل القيام بأمور دنيوية ، كالبناء أو السفر وغيرها ، فإن كانت هذه الأموال قد بلغت النصاب أو حال عليها الحول ، فقد أباح العلماء فيه للشخص بإمكانية التبرع منه ، أو هبته للفقراء ، ومع صرف الجزء الذي يريد منه ، مادامت أوجه الصرف في غير ما يغضب الرحمن .
أما إن قام الشخص بصرف المال ، تهرباً من الزكاة ، وكانت النية موجودة عنده لإبقاء المال من قبل ليحول عليه الحول ، فإن ذلك يرجع إلى نية الرجل ، وسيلاقي العذاب عند الله ، لأنه استأثر المال لنفسه ومنعه عن العباد ، وهو على يقين بأنه يجب عليه أن يخرج الزكاة عليه .