الزّكاة
إن الزّكاة هي الفرض الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين وإقام الصلاة، والرّكن يعني الرّكائز والدّعائم التي يقام عليها البناء ، فإذا أردنا أن نقيم مجتمعا إسلامياً فيجب علينا أن نقوّي دعائمة وأركانه، إنّ الزّكاة هي الفريضة المقرونة مع الصّلاة قي القرآن للتشديد على أهميّتها ، ودورها الفعّال في المجتمع. فبأداء الزكاة حسب أصولها يحصل التّكافل والتّراحم والتّعاطف في المجتمع، وبأدائها أيضاً يتعلّم المزكّي العطاء والإحساس بالغير.
أبواب الزّكاة
على المسلم أن يعلم أنّه يوجد ثمانية أبواب لصرفها، وهي تعطى للفقراء، وللمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرّقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السّبيل. كما وتحرّم الزّكاة على الكفرة وبني هاشم لقول رسول الله - صلّ الله عليه وسلّم -: (( إنّ الصّدقة لا تنبغي لآل هاشم، إنّتعرف على ما هى أوساخ النّاس)).
فوائد الزّكاة للفرد و المجتمع
من يعطى الزّكاة يقضي حوائجه ويشعر بأن الله إن حرمه شيئاً من المال يعطيه ويعوّضه بمحبّة الآخر الذي عطف عليه وأحسن إليه، فينشأ بذلك مجتمعاً متعاوناً، كلٌّ منهم يعطي الآخر شيءٌ يحتاجه. كما إنَّ المنفق بالتّعاون مع الفقير المحتاج يبعد نفسه عن الكبرياء والاستعلاء، فيلين قلبه ويرِّق لمن حوله كما وأنّه يؤدّي فريضة من فرائض الله التي شرعها فيرضي ربّه الذي هو واجبه الأوّل.
فالزّكاة تطهّر المال وتنقي النّفوس من الذّنوب، وتحرّم على الآباء والأبناء لأنّ نفقتهم واجبة عليه، والزّوجة نفقتها واجبة على زوجها فتستغني عن أخذ الزّكاة منه مثل الوالدين، إلّا إذا كانت مدينة فتعطى من سهم الغارمين لتؤدّي دينها. ولا يجوز صرف الزّكاة إلى القرب التي يتقرّب بها إلى الله تعالى غير الأبواب الثمانية؛ فلا تدفع لبناء المساجد والقناطر وإصلاح الطّرقات وما شابه ذلك.
عقاب تارك الزكاة
ولا يغفل المسلم أنّ تجاهله لهذا الفرض سيعاقبه الله عليه إما في الدّنيا أو الآخرة كما خصل في ذكر أصحاب الجنّة في سورة القلم من آية (17-20)، يقول تعالى: "إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ، وَلَا يَسْتَثْنُونَ، فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ، فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ"، حيث عاقبهم الله بذلك لفرارهم من الصّدقة فأصبحت الجنّة كالصّريم . كما ولا ينسى أن الله يجازي الإنسان بالبركة وكثرة المال ، حين قضاء هذه الفريضة على وجهها لأكمل ، والله يضاعف لمن يشاء ولمن اطاع الله وأدّى فرائضه بنيّةٍ صادقة له وحبّاً وتقرّباً إليه فاللهم اجعلنا ممّن يؤدّون فرائضه ويتّبعون أوامره .