زكاة الفطر
لقد فُرضت زكاة الفطر أو زكاة الأبدان على المسلمين بعد شهر رمضان مباشرة، وهي الطعام الذي يخرجه المسلم في آخر شهر رمضان المبارك، ومقدارها صاعٌ من الطعام، وقد صح عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : « فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ ». رواه أبو داود 1371 وقال النووي : رَوَاهُ أَبُو دَاوُد مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
وتكون الزكاة من الطعام السائد المُعتاد بين الناس، حيث ليس الغاية منها إرهاق العباد بل التسهيل عليهم، فالغاية من هذه الفريضة التخفيف وانقاص عن الأشخاص اللذين يعيشون في فاقة، ليكون الجميع فرحين عند وقت العيد، وزكاة الفطر تَخرج عن كل مسلم، فرب البيت يُخرج عن أبنائه وبناته وزوجه ونفسه وكل من يأويهم كأمه أو أبيه أو حتّى حموه أي ممّن في كنفه، ولا تجوز الزكاة على هؤلاء إلا إن كانوا مستقلين عن رب البيت، ولا يعولهم، فمن يعال لا يجوز للعائل أن يهبهم زكاة الفطر، وممّا يذكر أنّ لا زكاة على الجنين، فالزكاة منذ الولادة وحتّى الممات، أي هي لمن أتمّ رمضان حتّى غروب آخر أيام رمضان.
وقت زكاة الفطر
تجب زكاة الفطر منذ غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان، وحتّى خروج المسلمين صباح اليوم التالي إلى صلاة العيد، فوقت صلاة العيد آخر وقت الزكاة، فلا تصح بعدها، فإن أُخرجت تكون زكاة لكن ليست زكاة الفطر، ومن الجائز أن تكون الزكاة من المال، فيقدّر علماء المسلمين المبلغ المناسب بتقدير سعر الصاع من الطعام، وهذا التقدير يعمم على الجميع، حيث يفضّل البعض إخراج المال خاصّة في أيام الضيق، ليفرجوا على المسلمين.
وفيما يختص بصلاة عيد الفطر والتي يعد وقتها آخر وقت للزكاة وبعيداً عن موضوع الزكاة قد يتبادر للقارئ فور سماعه عن صلاة العيد الحكمة في الاختلاف الحاصل بين وقت صلاة عيد الفطر ووقت صلاة عيد الأضحى، وهنا نشير بأنّ صلاة عيد الفطر في أول أيام عيد الفطر تجب عندما تكون الشمس على ارتفاع رُمحين عن خط الفجر(خط الزوال)، أمّا وقتها في أول أيام عيد الأضحى يتمثّل عندما تكون الشمس على ارتفاع رمحٍ واحدٍ عن خط الأفق أو خط الفجر، فلو تمعنا في الحكمة لاستنتجناها فوراً، فعيد الفطر تتوقّف العبادة عند الصلاة، والعبادة المقصودة هنا هي زكاة الفطر، لذا كان هناك داعي وسبب لتمديد الوقت والتسهيل على المسلمين، أمّا في يوم عيد الأضحى الأول فالعبادة تبدأ بعد الصلاة وهي ذبحُ الأُضحية، فاستُعجِل فيها ليذهب المسلمين معجلين إلى العبادة.