الصلاة هي عماد الدين ، و هي طريق الإنسان المؤمن للتقرب من الله تعالى و الوقوف بين يديه ، فإن العبد أقرب ما يكون إلى ربه و هو ساجد ، كذلك فإنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، فكيف يمكن للمؤمن أن يتلذذ بالصلاة و يجعل تلك الفريضة ، و سائر عمله المترتب عليها طريقاً للسعادة في الدنيا و الشعور برضى الله تعالى على الإنسان ؟ .
نجد ان العديد من المسلمين يتسائلون عن ذلك بغرض التقرب إلى الله تعالى ، و هذا من فضل الله على العبد أن يكون راغباً في التقرب إليه و النيل من فضله أكثر فأكثر . و كلما شعر المؤمن بحب الله تعالى كلما ذاق حلاوة الإيمان في قلبه و كان أكثر تقوى و ورعاً . و الطريق إلى الله تعالى يشعر المرء بلذته و حلاوة إنجازه كلما كان جهاد النفس أصعب ، و كلما كان أكثر بعداً عن المعاصي و الذنوب .
دعونا نبدأ من عند أبو نواس ، و هو أحد الشعراء العرب المشهورين ، و كان أو نواس يعيش حياته ماجناً منساقاً وراء الشهوات . لكن شاعرنا قرر التوبة لله تعالى رغم ما ارتكب من المعاصي ، و قال في ذلك أبياتاً جميلة مليئة بالندم و الرجاء ، قال :
يارب إن عظمت ذنوبي كثرة .. فلقد علمت أن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن .. فبمن يلوذ و يستجير المجرم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً .. فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم .
و هذه هي الخطوة الأولى للتلذذ بالصلاة و العبادات ، التوبة إلى الله تعالى و الرجاء وطلب الصفح و المغفرة ، أكثر من الدعاء قبل و أثناء و بعد الصلاة ، و اجعل الإستغفار صديقاً لا يُمل ، حتى يساعدك هذا على زيادة الخشوع في صلاتك و الشعور بحلاوتها .
عليك بالتدبر و استحضار هيبة الله تعالى و قدرته ، فأنظر كيف يكون شعورك إذا وقفت بين يدي أحد الأمراء أو الرؤساء و أتيح لك الكلام بحرية لطلب ما تشاء ، و الله تعالى أكبر و أعلى من كل هذا ، و مع ذلك فقد أتاح لعباده الأذلاء رحمة الوقوف بين يديه خمس مرات يومياً . يجب أن تكون سبّاقاً إلى الصلاة و الوقوف بين يدي الله لتعبر عن خشوعك وتسليمك ، و أكثر من النوافل .
و كلما زاد حبك للوقوف بين يدي الله تعالى كلما زاد شعورك بلذة الصلاة و طاعته سبحانه