خلق الله الإنسان في أبهى صورة ، وهيأ له كل ظروف الحياة ، ليعيش في هذه الحياة بالطريقة التي تلائمه ،فالله سبحانه لم يفرض علينا طريقة محددة لنعيش من خلالها ، ولكن حدد لنا أن هذه الحياة التي إخترنا أن نعيشها ، يجب ألا تغضب الله في شيء وألا نعصيه ، مهما ساءت علينا الأمور ، ودعانا لأن نكون موحدين له ، ومستغفرين له ، وان احتجنا لشيء نقوم بالدعوة إليه ، وطلب الحاجة منه سبحانه ، فهو يريدنا ألا نحتاج لأحد غيره ، وألا نتذلل إلا أمام عظمته سبحانه ، فالله الذي خلقنا ، وهيأنا ، بقادر على أن يوفر لنا إحتياجاتنا ، ما دمنا نستمع إليه ، ونطيعه ، ونكون عباداً مخلصين له .
الصلاة : تعتبر الصلاة ركنا من أركان الاسلام ، فهي الركن الثالث ، والذي يعد عماد الدين ، فإن صلحت هذه الصلاة صلح سائر الدين ، ودخل الانسان الجنات العلى ، وإن فسدت هذه الصلاة ، فسد سائر الدين ، وواجه الإنسان المصير الذي لا يريده .
فكيف أخشع في الصلاة لآنال رضا الله سبحانه ؟
هناك العديد من الأمور التي تساعدنا لنخشع في الصلاة ، وألا نغفل عنها ، أو خلالها ، وهي كالتالي :-
أولاً : عندما يحين موعد الصلاة ، عليك أن تكون مهيأً نفسك لها ، فقم وتوضأ بصورة صحيحة ، وإذكر الله أثناء الوضوء ، حتى يبتعد عنك الشيطان الرجيم ، ثم قم وأدع الله بأن يعينك على الصلاة ، وقيامها .
ثانياً : إنتظر قليلاً حتى يؤذن المؤذن ، ثم قم وأذكر الله واتلو الدعاء الذي يعقب صوت الأذان ، ثم افرد سجادة الصلاة ، واجلس عليها وابدأ بالدعاء لله ، فالوقت الذي بين الصلاة ، والإقامة من أحب الاوقات إلى الله ، وهو وقت مستجاب فيه الدعاء ، فيمكنك أن تدعو الله في أمور الدنيا والدين ، وحاول ألا تغفل أو تدع الشيطان يسيطر على قلبك .
ثالثاً : كبّر تكبيرة الإحرام ، وعندما تكبر هذه التكبيرة ، إياك أن تقطع الصلاة ، لأنك الأن في حرم الله سبحانه ، وبين يديه ، فلا يمكنك أن تقطع لقاءَ بينك وبين رئيس دولة ، فما بالك بملك الملك ، ثم إبدأ بقراءة الفاتحة ، واستحضر بذلك عظمة الخالق في كل كلمة تتلوها من آياته ، وتمعّن في المعنى الذي تسرده هذه الآيات ، ثم مارس صلاته كتعرف على ما هى ، واياك أن تقلل من قيمة صلاتك ، أو أن تستهتر بها ، فهي الملاذ الأمن الذي لا يمكن لأحد أن يتخطاه .
وختاماً ، فإنّ الخشوع في الصلاة يتطلب مجاهدة الشيطان ، والبقاء مستيقظاً وواعياص لكل كلمة تنطقها أثناء الصلاة .