الصلاة
الصلاة هي عمود الدين، والرّكن الثاني من أركان الإسلام، والتي بأدائها يقبل الله أعمالنا؛ لأنَّ أوّل ما يُنظر فيه من أعمال العباد يوم القيامة هي الصلاة، فإن صلحت صلاتنا فقد صلحت سائر أعمالنا، وإلّا والعياذ بالله فقد كانت الخيبة والخسارة لمن تركها. ولِأنّ الصلاة لها أهمّية كبيرة في الدّين، وحضّ على أدائها ,وعاقب تاركها الذي قد يخرج بتركه إيّاها من دائرة الإسلام إذا كانَ لها من المُنكرين، فقد كانَ لِزاماً علينا أن نتحدّث عن كيفيّة أدائها بالطريقة الصحيحة التي بها يقبل الله أعمالنا، ولا تكون الصلاة صحيحةً إلاّ إذا اقتفينا أثرَ صلاةِ النبيّ "صلّى الله عليه وسلّم"، لأنّ الله تعالى أمرنا أن نُصلّي كما صلّى عليه الصلاة والسلام.
شروط صحّة الصلاة
للصلاة شروط وجوب وشروط صحّة، فأمّا شُروط الوجوب فهيَ أن يكون المرء مُسلماً بالغاً عاقلاً خالياً ممّا يمنعهُ من أداء الصلاة كالحيض عند المرأة، وأمّا شُروط صحّة الصلاة فهيَ تتعلّق بطهارة الإنسان من الحدث الأصغر والأكبر؛ وذلك عن طريق الغُسل من الحدث الأكبر والوضوء من الحدث الأصغر. وكذلك استقبال القبلة وستر العورة ودخول وقت الصلاة.
طريقة الصلاة الصحيحة
- استقبل القبلة وأنت على طهارة بدنيّة وطهارة في الثّوب وطهارة في القلب ممّا يشوبه من أحاديث الدُنيا الزائلة، وضع أمامك سُترةً تقيك ممّا قد يمرّ أمامك من البشر، واستحضر النيّة للصلاة وهذا أوّل ما تفعله عند إقبالك على الصلاة.
- كبّر تكبيرة الإحرام برفع يديك حذو منكبيك أو إلى مستوى أذنيك، ثُمّ اقرأ الاستعاذة والبسملة ودعاء الاستفتاح، ثُمَّ اقرأ سورة الفاتحة وما تيسّر من القُرآن الكريم.
- قم بالتكبير برفع يديك كما في الإحرام للصلاة واركع بحيث يستوي ظهرك قائماً ولا تطأطئ رأسك، وقل وأنت راكع: "سُبحان ربّي العظيم" ثلاث مرّات، أو ما شئت من وترها.
- قُم من الركوع حتّى تطمئن، وهذهِ الطمأنينة يجب أن تكون في كلّ حركة من حركات الصلاة، وقُل: "سمعَ الله لمن حمده"، وبعد الاعتدال قُل: "ربنا ولك الحمد".
- انزل للسجود على سبع أعظُم، وسبّح الله ثلاثاً بقولك: "سُبحان ربّي الأعلى"، لأنّك تعلم أنَّ الله أعلى من كُلّ شيء جلَّ جلاله وأنت في أخفض مكان بين يدي ربّك سُبحانه.
- قُم من السجود جالساً مُطمئناً، ثُمَّ ارجع للسجود كهيئتك أوّل مرّة.
- قُم للركعة الثانية بعد السجدتين كما في أوّل ركعة، حتّى تجلس من سجود الركعة الثانية وتقرأ التشهّد وأنت جالس مُشيراً بالسبابة إلى القبلة ناظراً إليها، ثُمّ قُم للركعتين أو الركعة الأخيرة من الصلاة إن كانت أربع ركعات أو ثلاث، حتّى تكون في آخر تشهّد من الصلاة حيث يكون عقبه التسليم عن اليمين والشمال بقولك: "السلام عليكم ورحمة الله".