جدول المحتويات
الصَّلاة
جعل الله لكلِّ شيءٍ في الدُّنيا عِماد وأساسٌ يُبنى عليه؛ فإنْ كان الأساس صالحًا متينًا كان البنيان قويًّا متماسكًا، وإنْ كان الأساس ضعيفًا كان البنيان متهالكًا آيلًا للسُّقوط؛ فكانت الصَّلاة عِماد هذا الدِّين وأساسه المتين وبها تُقيَّم سائر الأعمال. كي تكون الصَّلاة صحيحةً مقبولةً بمشيئة الله لا بُدّ من تأديتها بالطَّريقة والكيفيّة التي وردت عن النَّبي صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم:"صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي".
على المُصلِّي أنْ يكون مخلصًا لله، موافقًا لصلاة النَّبي؛ فذلك شرطٌ لقبولها، مع الخشوع؛ فالأجر يكون على الصلاة التي خشعت بها.
طريقة الصَّلاة الصَّحيحة
- يتوضأ المُسلم ويبدأ صلاته بتكبيرة الإحرام: الله أكبر؛ بحيث يبسط كفيّه إلى القبلة ويرفعهما بمحاذاة الكتفين أو المنكبين، وكذلك يبسط كفيّه عند تكبيرة الانتقال في كُلٍّ من الرُّكوع، والرَّفع منه، والقيام من التَّشهد الأول للرّكعة التَّالية.
- يضع المُصلِّي يديه أثناء القِيام على صدره أو تحته بواحدةٍ من الطُّرق التَّالية: قبض مفصل اليد اليُسرى باليد اليُمنى، أو وضع الكف الأيمن على السَّاعد الأيسر، أو وضع الكف الأيمن فوق الكف الأيسر، ثُمّ يقرأ دعاء الاستفتاح:"سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدُّك ولا إله غيرك"، ثُمّ يستعيذ من الشَّيطان الرَّجيم ويقرأ بفاتحة الكتاب، ثُمّ يقرأ ما تيسّر له من القرآن الكريم في أول ركعتيّن، ويجب الإشارة أنّ على المأموم الإنصات لقراءة الإمام في الصَّلاة الجهريّة.
- يُكبّر ويركع مستوي الظَّهر والرأس؛ بحيث يضع كفيّه على ركبتيه مفرَّجتيّ الأصابع ويقول: سبحان ربي العظيم مرَّةً أو أكثر، ثُمّ يرفع رأسه، ويستوي قائمًا مع رفع اليدين ويقول: سمع الله لمن حمده اللهم ربّنا لك الحمد ملءَ السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيءٍ بعد.
- يكبّر وينخفض ساجدًا على الأعضاء السَّبعة - القدميّن، والرُّكبتيّن، والكفيّن، والجبهة والأنف- بحيث تكون أصابعه باتجاه القبلة ويقول: سبحان ربي الأعلى مرَّة أو أكثر، مع مراعاة المُباعدة بين الأعضاء وإلصاق القدميّن، ويستحب الإكثار من الدُّعاء في السُّجود فهو موطن إجابة الدَّعوات.
- يرفع رأسه من السُّجود مكبّرًا، ويجلس مطمئنًا؛ بحيث يفترش القدم اليُسرى ويوقف القدم اليمنى بحيت تكون منتصبةً، أو يجوز للمُصلِّي أنْ ينصب القدمين معًا، ثُمّ يضع كفيّه وساعديه على رُكبتيه وفخذيه ويقول: ربِّ اغفرْ لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني.
- يُكبّر ويسجد كسجوده الأوّل، ثُمّ يكبّر وينهض قائمًا للرَّكعة الثَّانية ويعمل بها كما عَمِل في الرّكعة الأولى ثُمّ يجلس للتشهد الأول ويقول فيه: التَّحيات لله، والصَّلوات الطَّيبات، السَّلام عليك أيُّها النَّبي ورحمة الله وبركاته، السَّلام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين، أشهد ان لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمَّدًا عبده ورسوله، ويقبض أصبعيّ الخنصر والبنصر ويحلِّق بالوسطى والإبهام ويرفع السَّبابة، ثُمّ يقل التَّشهد الثَّاني: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمَّدٍ كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمَّدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، ثم يسلم يميناً وشمالاً.
- إذا كانت الصَّلاة أكثر من ركعيّن؛ فيقوم المُصلِّي معتمدًا على ركبتيه، ويصلّي الباقي كما سبق، فإذا كانت ثلاثيّة يقرأ التشهد الأول فقط في الرَّكعة الثَّانية وفي الثالثة يقرأ الأول والثَّاني معًا، أمّا إن كانت رباعيّةً فيقرأ التشهّد الأول فقط في الرّكعة الثَّانية، وفي الثالثة لا يقرأ شيئًا منهما، وفي الرَّابعة يقرأ الأول والثَّاني معاً ثُمّ يُسلِّم عن اليمين وعن الشِّمال.