الخشوع في الصّلاة
الخشوع من الفعل خَشَعَ أي خاف وهاب وسَكَن، وفي الشَّرع يعتبر الخشوع في الصّلاة والطّمأنينة في أدائها ركنٌ من أركان الصّلاة، ويعني الصّلاة والوقوف بين يديّ الله عزّ وجلّ بقلبٍ مُنيبٍ جازعٍ خانعٍ متذلّلٍ مستحضرٍ لعظمة الخالق سبحانه، وقيل في معنى الخشوع هو الإقبال على الصّلاة بكلّ الجوارح والمشاعر، فلا يُحدّث المصلّي نفسه بأيّ أمرٍ من أمور الدُّنيا، وتكون كُلّ حواسه وقلبه في الصّلاة خوفًا من الله ورغبةً في الثّواب، وعلى المُصلّي الخشوع والتّدبّر في صلاته بمجرّد النُّطق بتكبيرة الإحرام. وقد امتدح الله سبحانه الخاشعين في صلاتهم ووصفهم بالمفلحين:"قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون". ومن أدّى صلاةً بلا خُشوعٍ عند جمهور العلماء فإنّ صلاته تكون صحيحةً ولا شيء عليه، ومنهم من قال بأنّ الخشوع شرطٌ ولو بجزءٍ يسيرٍ من الصلّاة ويُؤجر عليه، وقد خالف الحنابلة هذا الرّأي وقالوا بأنّ الصلاة تبطل بلا خشوعٍ؛ فجعلوا الخشوع شرطٌ لصحّة الصّلاة.
كيفيّة الخشوع في الصّلاة
- الخوف من الله والخشية منه واستحضار عظمته في القلب، والتّذكّر بأنّ الصّلاة وقوفٌ بين يديّ الله وتكرار ذلك للنّفس حتّى في غير وقت الصّلاة؛ للتّهيّؤ لهذا الموقف.
- اتّباع مبدأ الإحسان في جميع الأقوال والأفعال في الحياة اليوميّة، وهو أنْ تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكنْ تراه فهو يراك، فتعوّد وجود رقيب عليك يدفعك للخشوع في صلاتك واستحضار رقابته وأنت بين يديه.
- تعويد النّفس على أنّ الصّلاة ليست مجرّد فرض يتمّ اسقاطه ببضع حركاتٍ دون شعورٍ أو تدبّرٍ، إنّما الصّلاة ركن الإسلام وآخر ما وصّى به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وهو في سكرات الموت؛ فقدْرُها عظيمٌ ولا يصحّ إسلام أحدٍ دونها؛ فهي عمود الدِّين.
- تجنّب الصّلاة عند التّلفاز أو المذياع أو في مكان الإزعاج والصُّراخ ما لم تكنْ هناك ضرورة لذلك؛ حتّى لا يتشتّت التّركيز والانتباه ويمنع الشّخص من أداء صلاة خاشعة.
- أداء الصّلاة في وقتها والاستعداد لها قبل دخول وقتها بالوضوء، وصلاة ركعتيّ الوضوء إنْ أمكن والاستغفار والتّهليل، ووقت الآذان ترديد ما يقوله المؤذّن.
- التّعوّذ باللّه من الشّيطان الرَّجيم وطرد كلّ ما يخطر بالبال من أمور الدُّنيا ومتاعها، وإلزام النّفس بقراءة آيات القران برويّةٍ وسكينةٍ، والتّمهّل والتّأنّي في الرُّكوع والسُّجود.
- الإكثار من التّوبة والاستغفار فيما بين الصّلوات، وكذلك قيام الّليل يُساعد على تليين القلب والخُشوع في الصّلاة والخوف من الله.
- تجنّب الصلّاة وقت الانشغال؛ فذلك مدعاةٌ لعدم خشوع القلب كالانشغال في عملٍ ما أو بكاء طفلٍ أو إعداد طعامٍ إلى غير ذلك.
- الصّلاة في ملابس مريحةً كي تتجنّب الانشغال بها، وفي مكانٍ مستورٍ كي لا تنشغل بالنّاس وبأحاديثهم.