قال صلى الله عليه وسلم : (اتقوا دعوه المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب)
هذا الحديث الشريف هو إشارة لقضية مهمة يقع بها كل مسلم بقصد وبدون قصد ، قضية لها من الآثار ما يصعب علينا حصره ، قضية الظلم ، فقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من الظلم و حرمه علينا ، و أنزل في كتابه الكريم و في سنة رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم حرمة هذا الفعل و بشاعته ، و جعل دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، و هذا إن دل فإنما يدل على بشاعة الظلم و عواقبه الوخيمة على الفرد و المجتمع .
من عواقب الظلم التي يقع فيه المسلم :
1 . الظلم ظلمات يوم القيامة / فلكل ظالم وإن أجل الله عقابه في الحياة الدنيا جزاء يوم الحساب ، يأتي به و يأتي بالمظلوم و يُقتص منه شر القصاص ، و جزاءه نار جهنم حيث لا ينفعه مالٌ ولا بنون ، فلا يتهاون الإنسان في ظلمه وإن كان يشعر بأن ظلمه لا يقهر ويبطش بشكل كبير ، لأن الظلم وإن كان بشيء بسيط هو عند الله ظلمٌ كبير للنفس و للغير .
2 . سبب هلاك الأمم / إن الظلم بشتى أنواعه يعمل على هلاك الأمم لا محال ، فيصبح الكل مشغول بأمر الظالم والمظلوم ، الظالم يتمادى ويتكبر ، أما المظلوم فيصبح مغلوبُ على أمره همه الشاغل هو الخلاص متعرف ما هو فيه من ظلم ، أما نهضة الأمة تبقى معلّقة إلى أن يشاء الله ويحكم في الأمر .
3 . دعوة المظلوم / تعهد الله سبحانه وتعالى بقبول دعوة المظلوم ، لأن الله عدل لا يرضى على نفسه الظلم ولا يحبه لعباده ، وكثير من الأمم السابقة كان سبب هلاكها دعوة من مظلوم ، كأهل مدين الذين كانوا يشتهرون بتطفيف الكيل ، وبخس الناس أشياءهم وكان نبي الله شعيب عليه السلام يحذرهم من ذلك الظلم للناس في الكيل إلا أنهم تمادوا واستهزؤوا ، فدعا الله ربه ، و استجاب الله لدعائه ، فأرسل عليهم حراً شديداً و أهلكهم شر العذاب في الحياة الدنيا .
4 . حلول المصائب والبلاء الشديد في الدنيا / الظالم الطاغي المتكبر إن لم يتب إلى الله و اعترف بذنبه وأقلع عنه ورد الحق إلى أصحابه فإن الله يبتليه في ماله ، و أولاده ، و صحته ، وكل ما ينعم به عليه ، علّه يتعظ و يتوب إلى الله أو يتمادى في ظلمه وعدوانه .
رغم كل عواقب الظلم فإن الله سبحانه وتعالى باب توبته مفتوح للجميع ، ولكن على الإنسان أن يلتزم بشروط التوبة النصوحة ليعفو الله عنه ويتقبل توبته .