بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- النعمة المهداة، والرحمة المسداة، المبعوث رحمة للعالمين، فهدى الله به العباد، وأخرجهم من ظلمات الجهل والعبودية إلى نور الإسلام والتوحيد، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، جل عن الشبيه والنظير والكفء والمثيل، أمّا بعد:
خلق الإنسان وجعل فطرته فطرة سليمة طاهرة، فتجده يميل إلى النظافة، ويكره الوساخة والقذارة، ويحب الجمال، ويكره القبح، يحب الاعتناء بنفسه، وأن يكون جميلًا ونظيفًا، فهذه الأمور وغيرها مهما اختلف الناس وأديانهم ومسالكهم ومعتقداتهم فإنّه متفقون عليها ويحافظون عليها، فتجد الناس ينفرون ويبتعدون عن الفرد الذي لا يعتني بنفسه أو بنظافته، فالإنسان في أصله طيب الفطرة، ولكن هناك من شوه هذه الفطرة، وخرج عنها مع الأسف.
جاء في صحيح الإمام مسلم عن عائشة قالت: قال رسول الله: ((عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البَرَاجِم، ونَتْف الإبط، وحلق العانة، وانتِقاص الماء)) وقال مصعب أحد رواة الحديث: ونسيت العاشر إلّا أن تكون المضمضة.
فهذه السنن المذكورة في الحديث، يسعى إلى تطبيقها كل من فطرته سليمة مهما اختلفت ديانته، فالنظافة هي سلوك إنساني، يسعى به الإنسان إلى تحقيق الطهارة البدنية، فمن فعل هذه السنن فقد وافق السنة التي جُبل عليها، وهذه السنن هي: