فتح الصين
جابت مسيرة الفتوحات الإسلامية شتّى مناكب الأرض، فوصل الصحابي الجليل قتيبة بن مسلم الباهلي إلى الصين بعد أن حقّق فتوحات للمدائن قبلها، ففرض الحصار عليها، ورضخت مدنها الواقعة في أطراف البلاد تحت سيطرة جيوش المسلمين، وتمكّن من تحقيق الانتصار عليها، وفرض الجزية على أهل البلاد، وخضعت له المنطقة كاملةً في بلاد ما وراء النهرين وصولاً إلى الصين.
دارت معارك حامية الوطيس لمدة بلغت ثلاثة عشر عاماً، وخمدت شرارة الحرب قليلاً عند وفاة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، فتولّى سليمان بن عبد الملك الخلافة بعده.
فاتح الصين
هو القائد العسكري المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي، حمل على عاتقه مسؤولية قيادة الجيوش الإسلامية في رحلة الفتوحات الإسلامية خلال القرن الأول الهجري في المناطق الآسيوية الوسطى، ولد في عام 49 للهجرة الموافق 669 ميلادي.
شارك قتيبة بن مسلم الباهلي في عام 72 للهجرة في حرب مع والده مسلم بن عمرو في قتال خامس الخلفاء الأمويين عبد الملك بن مروان، وحظي قتيبة بتنشئة قائمة على الفروسية والسيف والرمح، وتوطّد حب الفروسية في نفسه، وامتاز بشجاعته ومواهبه القيادية. وجّه القائد العظيم المهلب بن أبي صفرة أنظاره إلى قتيبة ليكون بطلاً إسلامياً نظراً لما يتمتّع به من صفات قيادية وحربية، وابتعثه إلى الحجاج والي العراق، فخضع لعدة اختبارات من قبل الحجاج، وتمكّن من فتح كلٍّ من خوارزم، وبخارى، وسمرقند، وبلخ.
نشأته
تلقى قتيبة تربيةً فاضلةً في منزل تسوده القيادة في كنف عائلة تنحدر أصولها من قبيلة باهلة النجدية الأصل، وكان ذلك في السنة التاسعة والأربعين للهجرة. حفظ القرآن الكريم وأتقن العلوم والفقه، برع في الفروسية، وبرز بشكل خاص في فنون القتال والحرب، وتولّى أمر الري وخراسان، وصبّ جُلّ اهتمامه على الجهاد، وفي السنة السادسة والثمانين للهجرة تمكّن من الوصول إلى خراسان وفتحها، وقاد جيوشاً جرارة إلى بلاد ما وراء النهرين.
فتوحاته
اتسعت رقعة الفتوحات الإسلامية التي قادها القادة العسكريين المسلمين، فتمكّن القائد قتيبة بن مسلم من إحراز العديد من الفتوحات من بينها خوارزم، ثم سجستان وصولاً إلى مدينة سمرقند، وفرض على الأخيرة حصاراً شديداً، ووقّع صلحاً مع شعبها مقابل المال، واحتدم القتال بينه وبين أهل صفد في منطقة شومان، وتمكّن من إلحاق الهزيمة بهم، وتوجّه نحو المدينة الأخيرة من بخارى وهي بيكند، وحقّق غنائم كثيرة.
وفاته
توفّي القائد المسلم قتيبة بن مسلم في السنة السادسة والتسعين للهجرة، ومات مقتولاً على يد سليمان بن عبد الملك بعد أن حاول أن يثور عليه بعد تولّيه الخلافة بعد وفاة الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان يناهز من العمر 48 عاماً، ومات ودُفن في مدينة فرغانة بالقرب من مدينة أنديجان في أوزباكستان.