السيارة
السيارة هي واحدةٌ من الاختراعات التي غيّرت مَجرى التّاريخ بأكمله؛ إذ إنّه وبفضل السيارة أصبح بمقدور الناس التّرحال لمسافاتٍ طويلةٍ بشكلٍ يوميٍّ والتي كَانت في القديم أمراً مستحيلاً، فكان من الصعب لشخصٍ ما أن يعمل في مكانٍ يبعد عن منزله مسافةً تزيد على مائة كيلومترٍ، فيما أصبح هذا أمرٌ طبيعيٌّ في حياتنا اليومية في الوقت الحالي، وكان من الصعب على شخصٍ ما أن ينقل مئات الكيلوجرامات كلّ يومٍ خلال ترحاله، وهو مَا أصبح أمراً طبيعياً أيضاً، ولكن وراء هذا الاختراع العظيم آلية عملٍ دقيقةٍ ومعقّدةٍ إلى حدٍّ كبير.
الأجزاء الأساسية لعمل السيارة
توجد في السيارة أجزاءٌ أساسية كي تُباشر بعملها بينما توجد بعض الأجزاء التي تساعد على تحسين أدائها سواءً من جانب قوة دفعها أو استهلاكها للوقود أو كفاءتها، وتوجد أجزاءٌ أخرى تساعد في أمورٍ أخرى كراحة السائق أو سلامته أو غيرها، ولكنّ الجزء الأساسي لعمل السيارة هو المحرك والذي يعتبر قلب السيارة، وهنالك أجزاءٌ أخرى تحتاجها للحفاظ على عمل السيارة بعد تشغيلها أو تجنب حدوث المشاكل وعيوب الخطيرة في السيارة كنظام التبريد في السيارة والبطارية، والمولد الكهربائي في المحرّكات التي تعمل بالجازولين، وعلبة التروس، ومضخة الوقود.
آلية عمل المحرك
المحرّك هو الجزء الأساسي في السيارة، فيتكون المحرك من عددٍ من الأسطوانات والتي تكون في العادة في السيارات أربع أسطوانات، ويكون في داخل كلّ أسطوانةٍ مكبس يلتصق بجدران الأسطوانة، والمكبس هو الناقل الأساسي للحركة؛ حيث يُحوّل الحركة الناتجة عن الانفجار في الأسطوانات إلى حركة ترددية فيه ومن ثمّ إلى حركةٍ دورانية في عمود المرفق، حيث يدخل الوقود إلى الأسطوانة ويكون مخلوطاً بالهواء، أو أنّه يدخل الهواء إلى الأسطوانة ويتمّ رشّ كميةٍ مناسبة من الوقود إلى داخلها كما في السيارات الحديثة، ويكون المكبس في هذه الحالة ينتقل من النقطة الميتة العليا – وهي أقصى نقطةٍ يصلها المكبس ويكون عندها حجم غرفة الاحتراق أقل ما يمكن – إلى النقطة الميتة السفلى – وهي أقصى نقطةٍ يصلها المكبس من الأسفل ويكون حجم غرفة الاحتراق أكبر ما يمكن- عندها تمتلئ غرفة الاحتراق ببخار الوقود وينتقل المكبس من النقطة الميتة السفلى إلى العليا ضاغطاً هذا البخار إلى درجةٍ كبيرةٍ جداً.
في محركات الجازولين يحتاج الوقود إلى شرارةٍ تتوفّر له عن طريق شمعة الاحتراق التي تكون موجودةً في غرفة الاحتراق، أو من دونها وعن طريق الحرارة والضغط في المحركات التي تعمل بالديزل، وعندها يتحرّك المكبس إلى النقطة الميتة السفلى بفعل الانفجار، وتمتلئ غرفة الاحتراق بالغازات التي يساعد المكبس في طردها بانتقاله من النقطة الميتة السفلى إلى العليا عن طريق فتحة العادم الموجودة في الأسطوانة والتي تفتح في هذه المرحلة.
تحدث هذه الحركة بشكلٍ مستمرٍ في الأسطوانات الأربع وعلى التوالي بطريقةٍ منظمة؛ بحيث يعمل المحرك ويتحرّك عمود المرفق، وهو الذي ينقل الحركة إلى علبة التروس والتي من دونها قد يصل المحرّك إلى سرعاتٍ خطيرة قد تؤدي إلى انفجاره، ومن ثمّ يتمّ نقل الحركة إلى الإطارات عن طريق أجزاءٍ أخرى.