الشخص الاجتماعيّ
من سُنن الفِطرة أنّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان يُفضل العيش والحياة ضِمن مجموعة من الأشخاص؛ فتكوّنت الأُسرة ثُمّ العائلة الكبيرة ثُمّ القبيلة ثُمّ المجتمع، وذلك لأنّ الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه لا يستطيع الحياة وحيدًا في معزلٍ عن النّاس؛ لذلك كان الطرد من القبيلة أو القرية قديمًا والسجن الانفراديّ طرقًا للعقاب والقَصاص.
يُطلق لفظ الشّخص الاجتماعيّ على ذلك الشّخص الذي يمتلك القُدرات والمهارات بالفطرة أو بالتمرين والتدريب على تكوين سلسلةٍ من العلاقات الجيدة في محيطه سواءً في العمل أو مكان الدِّراسة أو بين الأهل والأصدقاء، كما يمتلك القدرة للمحافظة على استمراريّة هذه العلاقات رغم ما تمرُّ به من أزماتٍ وصِعاب، إضافةً إلى أنّ الشّخص الاجتماعيّ يستطيع التَّكيف مع محيطه بكل سهولةٍ ويُسرٍ، ويوجِد الطرق ووسائل للتواصل والتفاهم مع الأشخاص مهما كانت عقلياتهم وأفكارهم وتوجهاتهم، كما أنّه يمتاز بالمرح والبشاشة وخفة الظِّل ويلقى القبول من الكثيرين.
كيف أكون اجتماعيًّا؟
- إذا مللت من كونك انطوائيًّا ونبعت رغبةٌ من داخلك بأنّ تكون اجتماعيًّا؛ فعليك التعرف إلى الما هى اسباب التي جعلتك انطوائيًّا، واجه نفسك بها بكل صدقٍ ودون إلقاء اللّوم على الآخرين، ثُمّ ضع الحلول العاجلة والآجلة للقضاء على هذه الما هى اسباب التي عزلتك عن المجتمع وأبدأ بالعودة إلى محيطك بروحٍ جديدةٍ.
- عززّ ثقتك بنفسك وتحدث إليها بإيجابيةٍ، وابتعد عن فعل كلّ ما يثير اشمئزاز النّاس من حولك أو سخريتهم، اقبل التغيير في سلوكك وكلامك وهندامك وطِباعك فهذه الأمور تكون عادةً سببًا أساسيًّا للعُزلة.
- تخلص من السُّمنة ومارس الرياضة إذا كُنت تعاني من زيادة الوزن.
- اهتم بمظهرك الخارجيّ ونظافتك الشّخصيّة وأناقتك وعطرك؛ فهي تزيد من ثقتك بنفسك وتجعلك تُقبل على الناس وتحادثهم.
- عوّد نفسك على التحدث إلى أشخاص جُدد كل يومٍ من محيطك أو أثناء تسوقك أو ممارستك للرياضة ولو ببضع كلماتٍ.
- أكثر من القراءة والمُطالعة والاهتمام بأحداث العالم لتجد لنفسك فُسحةً للحديث أمام الآخرين فيكون كلامك موزونًا وصحيحًا، وتنال القبول لدى الآخرين.
- اصغِ إلى الآخرين باهتمامٍ دون مللٍ أو ضجر، تحدّث إليهم بالطريقة التي تتناسب مع كل شخصٍ حسب عُمره وثقافته وجنسه.
- تعامل مع الآخرين بالتواضع واللِّين والرِّفق؛ فلا تتباهى بمالك أو جمالك أو علمك وتجعل نفسك محور الكون وتُلغي وجود الآخرين.
- تجنب كثرة اللّوم والعتب والمحاسبة الشّديدة على كل قولٍ وفعل مهما صغُر أو كبُر؛ فالشخص المتسامح المتغافل عن زلّات الآخرين محبوبٌ لدى الجميع.