كذبة إبريل
أشار العلماء أنّ كذبة إبريل هي واحدة من التقاليد التي ظهرت في أوروبا، وهي تقوم على المزاح بين الناس وذلك بإطلاق الإشاعات أو الكذب على بعضهم البعض، ويسمى الشخص الذي يقع فريسة هذه الأكاذيب "ضحية كذبة إبريل"، وظهرت هذه العادة أوّل الأمر في فرنسا بعد بدأ العمل بالتقويم الذي أقره شارل التاسع سنة 1564م، حيث كان الاحتفال برأس السنة يبدأ في أواخر مارس ويستمر حتى أول إبريل، وحتى بعد أن تغير الاحتفال برأس السنة وأصبح في الأول من يناير إلا أن البعض ظل يحتفل بأوّل إبريل كعادة استمرّ عليها الناس.
بعض الباحثين يشير إلى أن كذبة أول نيسان لم تنتشر بشكل كبير بين معظم مناطق العالم إلا خلال القرن التاسع عشر، وفي الحقيقة أنّ كلّ هذه الادعاءات ليس لها دليل مؤكّد يؤكّد صحّتها، وحتى لو كانت صحيحة أم لا فإنّ المرجّح أنّ أمر الكذب كان وظلّ في بداية إبريل، ويشير البعض إلى أنّ شهر إبريل يأتي ضمن فصل الربيع، ومع حلول فصل الربيع يطيب للناس جوّ المداعبة والمرح، وقد صار أوّل إبريل هو اليوم الذي يسمح فيه بالكذب لدى معظم بلدان العالم، باستثناء الشعبين الأسبانيّ والألمانيّ، ويرجع هذا إلى قدسية هذا اليوم في أسبانيا دينيّاً، أمّا في ألمانيا فهو يصادف يوم ميلاد "بسمارك " الرئيس الألماني المشهور.
حكم كذبة إبريل في الإسلام
أمّا حكمها في الإسلا فهي لا تجوز ولو كانت على سبيل المزاح؛ لأنّ الإسلام نهى المسلمين عن الكذب، وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليكم بالصدق؛ فإنّ الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".
لو كان يقصد فيه الشخص المزاح فهو أيضاً غير جائز، عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له".
لقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة بالصدق، وحينما سأل هرقل الروم أبا سفيان بن حرب وكان مشرك في ذلك الوقت فقال له: بم يأمركم نبيكم؟ فقال: يأمرنا بالصدق، وقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم): “كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكلّ ما سمع”.