الإنسان بطبعه اجتماعيّ، ولا يستطيع العيش وحده دون أُناس حوله يحيطون به ويتعامل معهم، وكلّ إنسان يحبّ أن يكون له رفيقٌ يعنيه في أمور حياته ويلجأ إليه عند الحاجة؛ فالصديق وقت الضيق مثلٌ شعبيٌّ معروف لم يأتِ عبثاً، والصديق الحقيقيّ هو الذي يعُرف معدنه وقت المحنة والحاجة، ولتكون صديقاً حقيقيّاً عليك أن تكون ذكيّاً ومتعاوناً ورفيقاً جيّداً لمن تحبّ من أصدقائك. إن مرّ صديقك في يوم من الأيّام بضائقة نفسيّة وهمّ ألمّ به وأحزنه، إليك عزيزي القارئ في هذا المقال بعض النصائح التي تُعينك على مساعدته.
كيف تساعد شخصاً مهموماً
حتى تكون صديقاً جيّداً وتساعد صديقك في الخروج من همّه وحزنه عليك أن تكون على دراية بالأشياء التي يجب أن تفعلها في هذا الوقت، والأشياء التي يجب أن تتجنبها أيضاً؛ فإن شكى إليك صديقك همّه انتبه لما تقوله له كلّ الانتباه، فإنّ أيّ كلمة منك في هذا الموقف سيكون لها تأثيرها الكبير لا سيّما إن كان من تحاول مساعدته متأثراً بدرجة كبيرة بك، وحاول أيضاً أن تكون على طبيعتك وسانده في محنته جيّداً، وأشعره بأنّك متعاطفٌ معه جدّاً. حاول أيضاً أن تُساعده في الخروج من مرحلة الحزن والاكتئاب التي يمرّ بها، وذلك بأن تفعل له ما يجعله مسروراً، وأن تمارسا هوايتكما المفضلة معاً، أو أن تخرجا مع غيركما من الأصدقاء في محاولة منك لتغيير مزاجه المتعكّر.
أمور يجب الاهتمام بها
هناك أمور عليك أن تتجنبّها وأن تبتعد عنها؛ وأوّلها لا تطالب صديقك بالخروج من أزمته بسهولة، أو تستهين بمشكلته بأنّها بسيطة، حاول أن تُشعره بأنّك ستبقى معه في محنته، وأنّ مشكلته التي يعاني منها على الرغم من صعوبتها إلّا أنّه يمكنه حلّها، وكذلك راعِ مشاعره، فلا تستهزئ به أو تُلقي أمامه النكات والمزاح في محاولة لتغيير مزاجه، خاصّةً في الحالات التي يكون فيها مهموماً ولن يتقبل المزاح منك، وعليك أيضاً أن تحاول تصحيح وجهة نظره الخاطئة للموضوع أو المشكلة، وأن تُغيّر -إن استطعت- أفكاره السلبيّة والمتشائمة.
من الأمور المُهمّة التي تُرشدك في تقديم المساعدة لصديقك المهموم "اختيار كلماتك بعناية"؛ فالكلمات وعبارات الإيجابيّة لها تأثير ونتائج سحريّ رائع إن أتقنتها سهّلت مهمّة المساعدة عليك كثيراً؛ فعلى سبيل المثال قل لصديقك أنّه مهمّ لك وأنّه يُهمّك وجوده معك في حياتك، أخبره أنّه ليس وحده في المشكلة وأنّك هنا معه ومن أجله، اسأله إن كان يريد عناقاً ولا تقل له لا تشعر بالأسى على نفسك، أخبره أنّك لن تخذله أو تتخلّى عنه حتّى لو أخطأ بحقّك، قل له إنّ الأمل ما زال موجوداً في الدنيا، وأن الهمّ والغمّ غمامة لا بدّ أن تزول يوماً ما، ولا تنسَ أن تجعله قريباً من الله عزّ وجلّ الطريقة الأقصر لحلّ كل مشاكله وهمومه.