الوطن
لكل إنسان وطن يعيش به، وحب الوطن هو أمر فطريّ أودعه الله في قلب كل شخص منا، والإنسان الذي يدّعي أنه لا وطن له ويستطيع العيش بدونه وبدون هويته هو إنسان خاسر لا معنىً لحياته، فهناك شيء يعرف باسم الانتماء للوطن، وهي كلمة تحمل أسمى المعاني وتمثل إحدى أساسيات الحياة، وبدونها يكون هناك نقص واضطراب في العيش، وكما قدم لنا الوطن الكثير من الأمور التي ساعدتنا في مختلف سبل الحياة، وكونت تاريخنا وتاريخ أجدادنا، ووفر لنا الكرامة والاعتزاز والحرية والفخر، يجب علينا تقديم واجباتنا نحوه، وهذا الأمر لن يحدث دون معرفة أهميّة الوطن وما يقدمه لنا.
أهميّة الوطن لكل فرد فيه
قدم لنا الوطن العديد من الواجبات وحفظ لنا الكثير من الحقوق؛ فأعطانا هويّتنا، وحدد لنا جنسيّتنا التي ننتمي إليها وتميزنا عن أشقائنا في أوطانهم، ووفر لنا حرية ممارسة شعائر الدينيّة وعاداتنا وتقاليدنا الحميدة التي ورثناها عن أجدادنا، وأوجد لنا العِزَّة والفخر والكرامة من خلال تاريخ مسطر وحافل بالإنجازات والتحديات والثبات والصمود، كما أنّنا في هذا الوطن امتلكنا الحقوق الكاملة كالانتخاب، والتعليم والامتلاك والعيش الكريم.
واجب الفرد تجاه وطنه
كل شخص منا لا يستطيع العيش بدون وطن ينتمي إليه يحميه ويدافع عنه، ويقدم له العديد من الخدمات المختلفة التي ترقى به وتميزه، ومن أهم واجبتنا تجاه الوطن هو كتابة سطور تاريخه بتعرف ما هو مشرف، وقيامنا بالاهتمام به والدفاع عنه ضد الأخطار التي قد تواجهه، وضد كل من يسعى للسيطرة عليه وعلى خيراته، وفرض سلطتهم عليه وإذلال شعبه، والوقوف أمام أصحاب المصالح وكل ما من شأنه أن يخطط لمؤامرات سرية أو علنية ضد مصلحة الوطن.
ويجب علينا الاهتمام بمصلحة الوطن بعيداً عن التعصب والانطوائية ضد البلدان الأخرى، فنحن نريد أن نعزّز ثقافة وطننا ونرفعها وأخذ العبر والأمور الجيدة من البلدان الأخرى وتطويرها مما يضمن لنا نجاح الوطن وارتقاءه، وحماية الوطن تتمثل أيضاً بالوقوف في وجه المفسدين والذين يريدون سرقة ثروات البلد ونهبها بحجة التطوير.
ومن الواجبات الاجتماعية بين أفراد هذا الوطن عدم وجود التمييز العنصري أو الاستعلاء على باقي أفراده، سواء أكانوا أفراداً أم جماعات مميزة بعرقها وفكرها أو مذاهبها، فهذا من الممكن أن يحدث فرقة بين أبناء الشعب مما يسمح بدخول الفتن. ومن واجباتنا المدنية تجاه الوطن المحافظة على ثرواته وممتلكاته العامّة من مرافق ومبانٍ ومعالم تاريخيةٍ وأثرية، كما ويجب أن نسهم في تقدّم الوطن وازدهاره عِلمياً، واقتصادياً، وسياسياً، وتقنياً.
ويقع على عاتقنا نحن فئة الشباب تقديم ما باستطاعتنا من أعمالٍ تطوعية خدمةً لمصلحة الوطن ومساعدةً للمواطنين الآخرين وتسهيل سبل العيش لمن ضاقت عليهم السبل، والعمل في دور المسنيين، والقيام بحملات توعية ضد آفةٍ معينة أو مشكلة قد يعاني منها الأفراد، والالتزام بالقوانين والأنظمة؛ وذلك لضمان حياةٍ سهلة وكريمة.