العنف
تتعدد أشكال العنف في المجتمع كثيراً، وتُعتبر فئة النّساء من أكثر الفئات عُرضةً للعنف الجسدي واللفظي وغيرها، فدائماً نسمع أن هنالك جرائم ضد المرأة ترتكب بحقّها كلّ يوم، فهي العنصر الضعيف في المجتمع، لكن نادراً ما نسمع عن العنف ضد الرجال، فهي من الظواهر الغريبة التي تظهر في المجتمعات العربيّة والغربيّة، ونحن لا نستطيع أن نخفي ذلك على الرغم من إنكار العديد من الرجال لهذا العنف، بسبب الإحراج والكبرياء، كون الرجل هو المسيطر في الأسرة والمجتمع.
يتركّز العنف ضد الرجل في الحياة الزوجيّة، من خلال العديد من الأشكال مثل، التّحكم في البيت من كلّ جوانبه الماديّة و الاجتماعيّة والأسريّة، وخاصةً إذا كانت المرأة أعلى من مستوى الرجل في التعليم والعمل، مما تشعر زوجها بأنّه في درجةٍ أقل ّ منها، والمرأة التي تتعرض للضرب من قبل زوجها قد ينعكس سلباً عليها، مما يجعلها تشعر بالعنف تجاهه، وقد تكون تربّت بين عائلة تمارس العنف ضد الأفراد.
أشكال العنف ضد الرجال
- العنف الجسدي: هذا العنف يكون متّجهاً نحو الأذى الجسدي، والتي تتنوع أشكاله مثل، الضّرب، الصّفع، الخنق، الحرق، وإهمال الرعايّة الطبيّة، وغيرها من الأذى الذي يتعرض له الجسم، ممّا يُسبّب شعوراً بالخوف والرهبة والتّشوه الجسمي.
- العنف اللفظي: هو نوع من أنواع العنف الذي يهتمّ باستخدام اللسان واللغة، من خلال الألفاظ، والإهانات السّيئة، والشّتائم، وغيرها من التي قد يتعرض لها الرجل من قبل زوجته أو من طرف ٍ آخر، كذلك يعتبر الاستهزاء والسّخريّة والانتقاد اللاذع من أشكال العنف اللفظي، فالكثير من النّساء قد تقلّل من شأن زوجها وإهانته وإحراجه داخل البيت وخارجه، والتحرشات اللفظيّة المعيبة والجنسيّة أحياناً ضد الرجال في الشّارع والأماكن الخاصة والعامة.
- العنف الجنسي: هو العنف الذي يستخدم أسلوب الضرب والتّهديد والقمع من أجل الجنس، ونحن في العادة نسمع عن قصص الاغتصاب ضد المرأة، والآن أصبح الرجل كذلك يتعرض للعنف الجنسي.
- العنف النّفسي: من خلال التّهديد والتّخويف، وقطع العلاقات التي تؤثر على نفسيّة الرجل، فالمرأة المتزوجة في كثيرٍ من الأحيان تهدد زوجها بعلاقته مع عائلته وقد تحرمه منهم، كذلك من أصدقائه المقربين، وهواياته التي يحبّها، وإجباره على العديد من الأمور التي يكرهها، كلّ ذلك يؤثر على الجانب النفسيّ للرجل، مما قد يعرضه للعديد من الأمراض النفسيّة والعقليّة، بسبب الضغط الواقع عليه من قبل الطرف الآخر، وجميع أشكال العنف هي في النهايّة تعود سلباً على الجانب النفسيّ والوجدانيّ، وتهدد شخصيّة الرجل وقوته.
لا ننسى غياب الدين والأخلاق والتّربية في خلق أجواء العنف التي تمارس ضد الرجل؛ فالمرأة يجب أن تحترم الرجل فهو الأب والأخ والزوج، والتّعامل فيما بينهما يكون على درجة ٍ من المحبة والتّفاهم، وعلى المؤسسات الاجتماعية أن تتطرق ووسائل إلى موضوع العنف الذي يمارس ضد الرجل، وتحاول إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة، من خلال التّوعية الفعّالة لدوره في بناء المجتمع.