السلام
السلام هو مصطلح يدل على حالة الراحة، والهدوء التي تعم منطقة ما من العالم، حيث يعيش الناس في هذه المنطقة باطمئنان؛ لا يخشون على أنفسهم، أو على أموالهم، أو على أعراضهم، أو على عائلاتهم من نير الحروب، والاقتتالات التي قد تقضي على الإنسان، وتخرب العمران.
لطالما كان السلام الحالة المثلى التي تطمح الشعوب إليها، فقد عانى الكثيرون الويلات بسبب الحروب، ولا يزالون إلى يومنا هذا يعانون منها. ومن هنا بات اليوم السلام مطروحاً وبشدة من قبل الشعوب والناس البسطاء، فهو الحالة المنشودة، والأمل الذي يخبو، وينير بين الحين والآخر.
أهمية وفائدة السلام
- يساعد على عمارة الأرض، وتحقيق غاية الله من خلقه، فبدلاً من أن ينصرف الإنسان إلى قتل أخيه الإنسان، ينصرفا معاً للبناء، والتعمير، وتجميل الحياة، والإضافة إليها. كما أن حالة السلام توفر العديد من الأموال التي كانت ستنفق على التسليح، والقتل، بحيث تستخدم لخدمة الإنسان، بل ولخدمة كافة المخلوقات الأخرى.
- يقرب الناس من بعضهم البعض، فيتعرفون على عادات، وقيم، وحضارات، وأفكار بعضهم، مما يؤدي إلى تآخيهم، وتلاحمهم، ونهضتهم سوياً. وفي هذا السياق فإن السلام يزيح الحقد عن النفوس، ويجعل الناس ينظرون إلى بعضهم البعض بعين الرضا والمحبة، لا بعين الثأر، والبغض، والتشاحن.
- يزيد من قدرة الإنسان على الإبداع، فتظهر المواهب التي كانت مدفونة تحت رمال الحروب، وتصبح البيئة أكثر خصوبة لظهور العمالقة الذين سيسهمون في خدمة الإنسانية وارتقائها.
- يقلل من معدلات الأمراض، والعاهات، والتشوهات، التي قد تحدث لمن يُرمون بالأسلحة المدمرة، والفتاكة التي من شأنها أن تؤثر بوضوح على أعداد كبيرة من الناس، ولأجيال متعاقبة.
الطريق إلى السلام
لا يمكن أن يحل السلام على العالم إن لم تدخل الروحانية إلى قلوب الناس، فالمادية تقسي القلب، وتعلي المصلحة الخاصة على المصلحة العامة مما يؤدي إلى استثارة بعض المشاعر السلبية التي كانت مدفونة في أعماق نفس الإنسان؛ كالطمع، والحسد، والرغبة في كنز الأموال لمجرد كنزها، والرغبة في الحصول على النفوذ، وما إلى ذلك، مما يؤدي إلى اشتعال نار الحرب من جديد.
إن مسؤولية نشر فكرة السلام بين الناس والأمم تقع بشكل رئيسي على عاتق القادة الروحانيين الذين آمنوا بالتآخي بين الشعوب والأمم، وبالعيش الكريم المشترك.
قد يتوهم بعض الناس إمكانية إحلال السلام في منطقة النزاع حتى ولو كان الاعتداء قائماً، ونسوا أن شرط السلام الأول أن يزول الاعتداء، ويعود الوضع إلى ما كان عليه، عندها فقط ستبدو وتلوح معالم السلام، أما والاعتداء قائم فلا مجال أبداً للتفكير في هذا الأمر، فكل ما يمكن التفكير فيه عندئذ المقاومة المسلحة، والدفاع عن الفكرة، والمعتقد، والنفس، والمال، والعرض، والولد.