قال تعالى: (إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). كلمة إقرأ أول كلمة قِيلت من الوحي جبريل عليه السَّلام إلى رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم، ومن هنا برزت أهمية وفائدة القراءة والكتابة بشكل عام، وقراءة القرآن الكريم وحفظه بشكل خاص، الطفل يحفظ المعلومات التي يتم تكرارها أمامه وسماعُه لها، خصوصاً بمراحل العمر الأولى لذا يجب الحرص على تَسميع الطفل القرآن باستمرار.
طرق ووسائل تَحفيظ القرآن للأطفال
إنّ أوّل وأسرع الطرق ووسائل لتحفيظ القرآن الكريم للطفل، هي أن يعيش في بيئة إيمانية تحب القرآن، وتقرأه باستمرار، الأمر الذي يُحبب الطفل في حفظ القرآن الكريم، لكون أُسرته وقدوته أُمه وأبيه على هذا النهج، سوف تكون المهمة سهلة، ويتمكن الطفل من حفظ القرآن الكريم بمساعدة أُسرته بشكل أسرع.
أضف إلى ذلك إثراء الطفل ولفت نظره لأهمية وفائدة تَعلمه وحِفظه للقرآن الكريم من قِبل والديه أولاً وكل من يحيط به، لأنّه يستطيع البدْء بحفظ القرآن بعمر قبل المدرسة، الأمر الآخر الذي يساعد الطفل على حفظ القرآن الكريم هو بيئته التَعليمية، من المهم أن تكون بيئة الطفل التعليمية المدرسية قريبة ومكملة لحياته وبيئتُه في المنزل، أي أساس مناهجها الدين الإسلامي، ومن أولوياتها متابعة ثقافة المتعلمين الدينية ومتابعة حفظهم القرآن الكريم، وجعل المنهاج الإسلامي من أولويات وزارة التربية والتعليم، إلى جانب المدرسة ولتعزيز حفظ الطفل للقرآن الكريم، إلحاقه بحلقات علوم القرآن وتَحفيظه في المساجد أو المراكز الدينية، الأمر الذي يخلق روح المنافسة بين الأطفال كونهم مجموعة يسعون لهدف واحد، هو حفظ القرآن الكريم.
ومن الأمور المهمة التي تساعد الطفل على حفظ القرآن الكريم أيضاً هو تَرغيب وتَحفيز الطفل وخلق الجو الملائم لذلك، أضف إلى ذلك تجزئة القرآن الكريم وتقسيمه إلى مراحل وأجزاء تِبعا لعمر الطفل واستيعابه، وعند إنجاز الطفل كل مرحلة من مراحل حفظ القرآن الكريم، مكافئته على ذلك، بشيء يُحبه ويعزز ثقته بنفسه، ويشجعه على الاستمرار بحفظ القرآن الكريم كاملاً، كتكريم الطفل أمام حشد من الأهل والمهتمين بإعطائه شهادة تقدير.
في النهاية علينا القول أنّه إذا تمّ إعداد الطفل وتربيته تربية دينية، على أُسس وقواعد الإسلام وربط قلبه بالقرآن، كان فرداً صالحاً بالمستقبل وناجحاً وإيجابياً ومفيداً لنفسه وأهله ومجتمعه، وأفاد الإسلام والمسلمين، وكان منارة يُحتذى به ويَمشي على خطاه من يأتي بعده، كذلك واجب على كل من يأتي تحت رعايته طفل أن ينشئه نشأة إسلامية صالحة تنفيذاً لقول أصدق من قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).