القرآن
لا شيء اجمل وافضل من أن تكون حياتنا مع كتاب الله عزّ وجل، وأن يكون جليسنا دائماً وأبداً، فيسودها الهدوء والسعادة، فالقرآن الكريم يُؤنس جليسه ويسعده، وينزل عليه السكينة والطمأنينة، ويريح قلبه ويُزيل عنه الهموم والأحزان، ويغير حياته للأفضل، ويَعدُه بالخير العظيم، ويشفيه ويهديه، وينير قلبه وبصره وطريقه، ولن يشعر بهذا الكرم إلا من جالس القرآن بصدق، وكان له خير جليس، وعمل بما فيه.
كثير من أوقاتنا تذهب هدراً، دون استغلالها بما ينفعنا سواءً في أمور الدنيا أو الآخرة، واحسن وأفضل ما نملأ به وقتنا هو كلام الله عزّ وجل؛ فهو دستور حياتنا، وكما المنهج الدراسي فعلى الطالب دراسته طيلة العام الدراسي، وفهمه لتطبيقه في حياته والاستفادة منه، وفي نهاية العام يمتحن به، فإن كان ممن اجتهد وكان جُلَّ وقته في الدراسة، فقد نجح وفاز وكُرّم، ومن غفل وتكاسل فقد رسب وخسر وعُوقب، وهكذا نحن مع منهجنا القويم القرآن العظيم، فدراسته والعمل فيه في الدنيا، والثواب والعقاب في الآخرة.
وجب علينا أن نعبد الله عزّ وجل في تلاوة القرآن الكريم، وحفظه وسماعه، وفهمه وتفسيره وتعلّمه وتدبره، وتطبيقه في كل الأمور، وتعليم ذلك لأطفالنا منذ الصغر، وغرس حبه في نفوسهم، كي ينشؤوا نشأةً صالحة في طاعة الله عزّ وجل، وأحياناً يصعب على الأهل طريقة تحفيظ القرآن الكريم لأولادهم، فيجدون مشقّةً في ذلك، ولكن الأمر ليس بهذه الصعوبة، فهناك عدة طرق ووسائل تُيَسّر حفظه وهم صغار.
طريقة جعل الطفل يحفظ القرآن
- أن تستمع الأم للقرآن بكثرة وهو جنين في بطنها وبشكلٍ يومي.
- في مرحلة الرضاعة تسمعه أيضاً القرآن، وخاصّةً عند بكائه، وعندما تحاول أن تجعله ينام.
- الطفل يقلّد أبويه في كل شيء، فعليهما قراءة القرآن أمام طفليهما باستمرار وحفظه، فهو في سنينه الأولى من عمره أذكى ما يكون، وقلبه وعقله صفحة بيضاء نقية صافية، لا تشوبهما أي شائبة، يطبع ويحفظ فيهما بسرعة فائقة.
- زيادة حبه للقرآن وتشويقه له؛ بقراءة قصص الأنبياء قبل النوم، فالطفل أحب شيء له القصص، فيتعلق به ويطلب المزيد يومياً، فترسخ في عقله ويسهل حفظها.
- في كل يوم تُخصص سورة قصيرة للحفظ، أو بعض الآيات، ويتم تكرارها طيلة اليوم، لتثبت ولا ينساها، ولا يتمّ الانتقال لغيرها قبل إتقانها، وفي نهاية الأسبوع تتمّ مراجعة ما تمّ حفظه طيلة الأسبوع، وتكراره أمام الأبوين، مع شرح مبسّط لبعض الكلمات وعبارات الصعبة، وتفهيمه إياها، وكلما كبر قليلاً يتم شراء له بعض تفاسير القرآن ذات الشرح المبسّط والسهل.
- فتح التلفاز على قنوات القرآن الكريم أو المسجل، على السور التي تمّ حفظها، وجعل الطفل يُكرّر الآيات مع الشيخ القارئ.
- تشجيع الطفل وإسعاده بتسجيل صوته وهو يقرأ القرآن على الهاتف، أو شريط الكاسيت، ومن ثمّ سماعه.
- في نهاية كل أسبوع يتم عمل مسابقة للأطفال، تشجيعاً لهم وتحفيزاً لحفظ القرآن الكريم، وتقديم الهدايا لهم.
- مفاجَأَته بتقديم المصحف الشريف هديّةً له، خاصاً له يقرأ ويحفظ به وحده.
- إلحاقه بالمساجد وحلقات العلم وتحفيظ القرآن الكريم، فيرى الكثير من الأطفال في عمره، فيتشجّع ويتنافس معهم.
- الاستماع والإنصات للطفل عند سؤاله أي شيء يتعلق بالقرآن الكريم أو غيره، وإجابته إجابة صحيحة.
- تشجيع الطفل بأن يُصلّي إماماً بوالديه في صلاة النوافل، وأن يقرأ من حفظه.
- مدح الطفل أمام الصغار والكبارعلى حفظه للقرآن الكريم ونشاطه.