شهر رمضان
إنّ شهر رمضان هو شهر مبارك، ويحاول المسلمون في هذا الشهر أن يتقرّبوا إلى الله عز وجل بجميع العبادات، من صلاة في المساجد، وصلاة نوافل، وصلاة تراويح، وقيام ليل، وقراءة قرآن مع التدبّر والفهم، وذكر من تسبيح وتهليل وتكبير، ودعاء. في الحديث عن القرآن الكريم فإنّ المسلم يسعى لختمه كاملاً في هذا الشهر المبارك، فقد ورد أنّ الإمام الشافعي رحمه الله كان يختم القرآن الكريم مرّتين في اليوم، أفلا يستطيع المسلم منا أن يختمه مرتين في الشهر؟
طريقة ختم القرآن مرّتين في رمضان
الختمة الأولى
يتم إنهاء قراءة القرآن الكريم كاملاً في أول خمسة عشر يوماً من رمضان؛ بحيث تتمّ قراءة جزئين كل يوم، وكون الجزء الواحد من القرآن الكريم يحتوي على عشرين صفحة فإنّه سيتوجّب على الشخص قراءة أربعين صفحة في اليوم، فيُقسّم هذه الصفحات حسب الصلوات المفروضة، ويقأ عشر صفحات بعد كل صلاة، ولأنّ الوقت بين المغرب والعشاء قصير على المسلم استغلاله بأمور أخرى غير القراءة، مثل صلاة النوافل، وذكر الله تعالى، وبعد أن يتّبع الشخص هذه الطريقة تلك الطريقة عند وصوله إلى اليوم الخامس عشر من رمضان سيكون قد ختم القراءة للمرّة الأولى.
الختمة الثانية
على الشخص الذي يرغب في ختم القرآن للمرة الثانية مراعاة أنّ الأيام المتبقية له قد تكون خمسة عشر يوماً، أو أربعة عشر يوماً؛ لأنّ شهر رمضان أحياناً يكون ثلاثين يوماً، وأحياناً أخرى تسعة وعشرين يوماً، لذلك فإنّ عدد الأيام المتبقية له للختمة الثانية هو أربعة عشر يوماً، حيث يتبع ذات الخطة التي اتبعها في الختمة الأولى.
عند وصول المسلم إلى ليلة السابع والعشرين من رمضان، والتي يرتجي من الله أن تكون ليلة القدر يتوجّب عليه أن يستغل هذه الليلة، ويملأها بأعمال الخير؛ حيث يتعيّن عليه هنا أن يُنهي أربعة أجزاء من القرآن، وليس جزأين كالعادة، فيقرأ جزءاً بعد صلاة الفجر، ثم عشر صفحات بعد صلاتي الظهر والعصر، وهكذا يكون قد أنهى جزأين، ثمّ يتبقّى له جزأين يقرؤهما بعد صلاة العشاء قبل البدء بقيام الليل، فيكون بذلك قد أنهى قراءة أربعة أجزاء بالنسبة لهذا اليوم، ويكون قد أنهى أربعة وعشرين جزءاً بالنسبة للختمة الثانية، وتتبقّى لديه ستة أجزاء، حيث يُنهيها بذات الطريقة المعتادة في الثلاثة أيام المتبقية، وبذلك يكون قد أنهى ختم القرآن الكريم مرّتين في شهر رمضان المبارك.