يسعى كلا الجنسين للظّفر بالحبّ ، فالحبّ بلا شكٍ شيءٌ جميلٌ يسعد النّفس و يضيف إلى الحياة معنىً جديدٍ رائعٍ ، و إنّ الحبّ يدفع النّفس لبذل المزيد من العطاء ، ويشحذ الهمم و يوقد الرّوح ، و إنّ المحبين ليعيشون في حياتهم لحظاتٍ يشعرون فيها و كأنّهم في عالمٍ ثانٍ ، عالمٍ من الأحلام و الأماني الكبيرة التي تسمو بهم ليعانقوا سحب السّماء ، و لا شكّ بأنّ الفتاة تسعى كما يسعى الرّجل للظّفر بفتى أحلامها المنتظر الذي يأتي إليها في صورة فارسٍ على جوادٍ أصيلٍ ، يخطفها من بين أهلها ، لتشاركه لحظات الحياة مرّها و حلوها ، جدّها و هزلها ، و تتساءل كثيرٌ من الفتيات عن الطّريقة التي تلفت الشّاب إليها فيعجب بها و يتقدّم لخطبتها و من ثمّ الزّواج منها ، و لا شكّ بأنّ المرأة تمتلك ميزاتٍ و صفاتٍ تجعل الرّجل يرغب بها إذا توافرت فيها ، فكما بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّ المرأة تنكح لأربع صفاتٍ أو ميزاتٍ و هي جمالها و مالها و نسبها و حسبها و دينها و أخلاقها ، و لا شكّ بأنّ الجمال هو ميزةٌ في المرأة و لكنّه ليس كلّ شيءٍ بالنّسبة للرّجل ، فكثيرٌ من الرّجال يعدّ الجمال أمراً ثانويّاً ، و هذا الأمر ينبع من كون الجمال نسبيٌّ و متغيرٌ ، و كذلك الحال بالنّسبة للمال و الجاه ، أما الأخلاق و الدّين فهي بلا شك مغنم ، و ما ينشده كثيرٌ من الرّجال في النّساء هو عنصر الأخلاق و الدّين .
و لكي تظفر المرأة بمحبّة من تراه مناسباً لها في دينه و أخلاقه عليها بأن تتحلّى بالأخلاق الحميدة ، و أن تكون قدوةً في ذلك ، فأشدّ ما يؤثّر في نفوس الرّجال و يستميل قلوبهم و يأسرها حسن الخلق و التّعامل ، أمّا ما تتداوله بعض الفتيات من وسائلٍ لجذب من تحب ، كالتّجمل و التّزين بما لا يرضي الله تعالى فذلك مخالفٌ للشّريعة الإسلاميّة ، كما أنّه قد يأتي بمردودٍ عكسيٍّ على الفتاة التي تسلك هذا الطّريق و قد ينفر منها الكثير ، فأغلب الرّجال يحبّون الفتاة الرّزينة الملتزمة بأخلاقها و دينها .