جميعنا يحبّ أن يكون محبوباً من الآخرين ، فلا أحدَ يتمنّى بغضَ الناس له وكراهيتهم تجاهه ، وهذهِ المحبّة لا تأتي صدفةً ولا عبثاً ، فأحيانا تصرفاتنا هي التي تجلب محبّة الناس لنا ، وربّما لا قدر الله جلبت لنا بغض الناس ، وأحياناً تكون هذهِ المحبّة فطريّة وبدوت تكلّف منّا ولا تدخّل ، فترى الإنسان منّا ينجذب إلى أحد الأشخاص لمجرّد رؤيته ويُحسّ تجاهه بمحبّة قلبيّة مع أنّه لم يتعامل معه أو يعرف عنه وعن طبيعتهِ شيئاً ، فالأرواح جنودٌ مجنّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
والحبّ بين الناس يجب أن ينمو ويكبر ولا ينبغي أن نخفيع عن بعضنا بل يجب أن يخبر الرجل أخاه بأنه يحبّه ، وأكبر درجات المحبّة ان تكون هذهِ المحبّة في الله ، فأن تُحبّ في الله هو أمرٌ دائم لا ينتهي عند حدود الدنيا بل يتجاوزه إلى ما بعد ذلك من الحياة الآخرة ، والحبّ طاقة ايجابية تمنحها لنفسك وللآخرين ، وهو قوّة في الحياة فأنت عندما تحبّ شخصاً ما ويُبادلك هذا الشخص نفس المشاعر فأنت تشعر بالأنس والقوّة والعون وهذا أمرٌ في غاية الأهمية. وترى بعض الناس ممن حولهم بعض الأحباب يودّون معرفة هل فعلاً أنّهم يحبّونهم أم لا ، وهل هيَ مجرّد علاقات اجتماعيّة ومجاملات لا تخفي وراءها حُبّاً صادقاً ؟ ، كلُّ هذهِ الأمور يودُّ الواحدُ منّا أن يعرفها عن الشخص الذي أمامه ، فكيف تعرف أنّ شخصاً ما يُحبّك ؟ هذا ما سنتحدّث عنه في بضعة نقاط موجزة تكشف لنا هذا الأمر.
كيف تعرف أن شخصاً ما يُحبّك
- المواقف ، نعم إنّ المواقف هي الفيصل في تحديد أمر صدق هذا الشخص في محبّته لك ، فالمواقف هي التي تكشف معادن الناس وخصوصاً في الظروف الحرجة والأوقات العصيبة ، فإذا كُنت ذو حظوةٍ عنده وذو اهتمام فتراه لا يتخلّى عنك في أقسى الظروف ، وتراه ذو يد عون يقدّمها لك ، وهذا الإحسان لا يأتي إلاّ من مُحبٍّ أصيل في الأخلاق ومتجّذّر لكَ في المحبّة.
- إدامة الحديث عنك وكثرة ترديد اسمك على لسانه ، فمن أحبّ شخصاً أكثر من ذكره.
- يُبادر دائماً إلى الحديث إليك ويستمع إلى كلامك ، ويتصل بك ويرسل لكَ المعايدات ، ويتذكّر مناسباتك ولا ينساها.
- يدعوكَ دائماً إلى الخير والبرّ ولا يدعوكَ إلى ضلال وانحراف ، فالصاحب والمُحبّ لا يتمنّى لمن يُحبّه إلاّ الخير والرشاد.
