العلاقة الزوجية
تعتبر العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات التي أوجدها الله في قلوب البشر، فهي المؤسس الحقيقي للحياة بشكلٍ عامٍ، وهي الطريقة التي من خلالها يمكن التواصل مع البيئة المحيطة بها ولفظ المتزوج أو المتزوجة يضع أمام الزوجين تحديات كبيرة لا بدّ من مواجهتها سوياً، ولعل هذا هو الأمر البارز، فهما المؤسسان الحقيقيان للحياة التي أرادها الله عز وجل في هذه الدنيا، وهي إعمار الأرض وإنجاب الأطفال الذين سيبنون الأرض ويعمرونها بكل سواعد فتيةٍ.
كيف ألين قلب زوجي
الزوج كالطفل يحب دائماً أن يكون محط اهتمام زوجته، ويشعر بالضيق أو التعب إن شعر أنها قد وضعته على رف بعيداً عن الاهتمام، أو قللت من شعورها بالمحبة اتجاهه، فيبدأ بإخراج القلب القاسي الذي يحاول أن يعوض هذا النقص بكمٍ هائلٍ من القسوة التي يودعها الله فجأة في قلبه، ليكون على زوجته من أشد الناس، على الرغم من أنه قد يكون طيباً في حياته مع الآخرين، وحديثنا اليوم سيدور عن الطرق ووسائل التي من شأنها أن تجعل الرجل يلين على زوجته ويحبها ويغار عليها ويخفف عنها من حجم القوة، ومن أهم الطرق ووسائل التي تساعد المرأة على اكتساب القوة التي تريد وتلين قلب زوجها عليها ما يلي:
تجنبي المشكلات
فالرجل أكثر ما يكرهه في حياته أن يشعر أنه يعيش في بيئة كلها مشاكل، وأن المرأة التي أرادها لتكون رفيقة حياته تحاول بكل الطرق ووسائل التي بيدها لتزعجه وتنكد عليه، هنا يشعر الرجل أنه يجب أن يظهر جانباً من القسوة التي بداخله ويحاول أن يقلل من اهتمامه بالمرأة، أو حتى حبه لها، لنتفاجأ بعدها أن الحب الذي غمرهما منذ بداية الخليقة قد بدأ بالاضمحلال والاختفاء بشكلٍ عامٍ، وتصبح الحياة بينهما مستحيلة، فيجب عليك أيتها المرأة أن تكوني عاقلة في نظر الرجل، وتحاول تجنب المشكلات بالقدر الذي ترينه مناسباً، أما إن شعرت أنك قد وصل بك الأمر إلى حد الجنون فلا تفتعلي المشاكل، وحاولي أن تعرضي الأمر على زوجك بطريقة يسهل التعامل معها كالنقاش الخفيف الذي من الممكن أن يصل من خلاله الزوجين إلى طريقة مبتكرة في الحل، أو حل المشكلة إن كانت بسيطة بدون أن يتدخل بها الرجل، وهذا أمر يجده الرجل من أكثر الأمور الجميلة في المرأة، فالمرأة التي تستطيع أن تثبت شخصيتها وتحاول حل المشكلات بدون إزعاج زوجها هي بالحقيقة زوجة تستحق الاحترام والتقدير.
أحبّي أهله كما تحبين أهلك
فكثير من الرجال يشعرون أنهم في متاهةٍ ما بين الأهل والزوجة، فغالبية النساء لا تفضل أهل زوجها، وحتى أهل الزوج يميلون لكره المرأة التي تزوجها ابنهم، وهذا أمرٌ طبيعيٌ، فهذا لأن الأم تشعر أن هناك امرأةٌ غريبةٌ قد استطاعت أن تسيطر على ابنها وتأخذه من بين أحضانها، فإن أردت أن يكون زوجك طيباً وحنوناً وليناً في التعامل معك، عليك أن تثبتي له أنك تحبين أهله بنفس القدر الذي تحبين فيه أهلك، وحاولي أن تعرضي عليه زيارات كاملة لأهله مع أخذ هدية تلائم الوضع الحالي، وحاولي تقبل أي كلمة تخرج من فم حماتك، وتقبلي الواقع الملموس من أجل زوجك أن يبقى محباً ومطيعاً وحنوناً عليك.
أطيعيه في السراء والضراء
فالرجل يميل إلى أن يحب المرأة التي تثبت الولاء باستمرار له ولأسرته، ويحب على الدوام المرأة التي تقف بجانبه، وتحاول أن ترفع من شأنه، فكوني لزوجك هذه المرأة التي يميل إليها، ولا تدعيه يالبحث عن هذا النمط من النساء في الخارج، لأنه إن فعل فلن يكون لك مكاناً في حياته غير تربية الأبناء وإنجاز الأعمال البيتية فقط، ومن هنا تكمن المشاكل، ويبدأ الزوج بالنفور من بيته، فحاولي أن تخففي من طلباتك على سبيل المثال إن شعرت أن زوجك يمر بظروف سيئة، وحاولي أن تستقبليه على الدوام بوجه بشوش ونفس طيبة تميل للراحة والاطمئنان.
قفي بجانبه وقت الأزمات
المرأة التي تحب زوجها، وتحب أن يكون لها على الدوام هي المرأة التي تستطيع أن تقدم يد العون لزوجها، وتمده بالدعم المادي والمعنوي في حال الوقوع في أزمة ما، وهنا يشعر الرجل أنه اختار الزوجة الصالحة التي تستحق منه المعاملة الجميلة الطيبة الحانية، وحاولي أن تظهري لزوجك الراحة والتعامل الخلوق وفي كل مرة يأتي إليك كوني بالنسبة إليه أنثى جميلة وجذابة وقابلة للتعامل معه بكل الظروف التي يمر بها، ولا تتهاوني في هذا الأمر، فالرجل لا يمكن أن ينسى وقوف المرأة إلى جانبه، ويبقى يكنّ لها الاحترام والتقدير، كما ويرفع من شأنها في كل جلسة يجلسها، وفي كل مكان يكون به، فهذه هي اجمل وافضل صفات الرجال، فهم يحاولون على الدوام إظهار الزوجة التي تقف معهم بأنها أشهم من الرجال، وتستحق منهم كل الاحترام والتقدير، واللين والرفق في التعامل، ولكن يجب على المرأة أن تتجنب المن على زوجها، فلا تعطيه من جانب، وتعايره من جانبٍ آخر، وحاولي أن تنسي المساعدة التي قمت بتقديمها له، لأنه هو لن ينساها على الإطلاق.
تمنّعي عن القيام بالأمور التي تزعجه
هناك بعض الأمور التي ينزعج منها بعض الرجال، فيما يراها البعض الآخر عادية، فانظري إلى زوجك، واعلمي أي الأشياء التي يميل إلى كرهها، وحاولي ألا تكرريها، لأن تكرار الخطأ يعني عدم الذكاء في التعامل مع الزوج من جهة، وأيضاً التجاهل التام لتعليمات الرجل بأنه لا يحب هذه الأفعال من المرأة، والسيدة التي تقوم بتكرار الأعمال التي يكرهها الرجل يجب أن تعاقب بالطريقة التي يراها الرجل مناسبة لها، لأن ذلك يعني التجاهل الكامل لما يريد الرجل، وهذا من أكثر الأمور المزعجة التي قد يتعرض لها الرجل في حياته مع امرأته.
كوني حنونة ورفيقة دربه
ما أجل صفة الحنان، خاصة إن كانت تنبع من المرأة التي وصفت بأنها منبر للحنان، فالله أودع في المرأة هذه الصفة لتطبقها على أبنائها وزوجها، والرجل يميل إلى المرأة الحنون التي يستطيع أن تكون له بمثابة أم وصديقة ورفيقة درب، فحاولي أن تكوني هذه السيدة ولا تتواني في تقديم المحبة الكاملة لرجلك، لأنه في أغلب الأحيان يميل للحاجة لهذا الأمر بشكل لا يصدق، خاصة إن كان قد تعرض لأي مشكلة في عمله، فحاولي أن تكوني سره وعمره وحياته، وتوقفي عن استجوابه في كل أمر قد ترين أنه يثير الشك، واتركيه لأنه سيعود إليك ليخبرك بكل شيءٍ مر عليه، أو قام به، وهنا يأتي دورك بألا توبخيه أو تزعجيه أكثر، وحاولي أن تتقبلي كل التصرفات التي تصدر منه، خاصة إن علمت أنه قام بها عن غير عمد.
ختاماً عليك أيتها المرأة لتحصلي على قلب رجلك، ومعاملته الجيدة لك أن تثبتي في تعاملك معه بالطريقة الصحيحة، وحاولي أن تثبتي له على الدوام أنك امرأةً تستحقُ الثقة، وتستحقُ من الرجل أن يحترمها ويقدرها ويكون سندا لها في هذه الحياة، وأيضاً اجعلي مكانتك دوماً في قلبه، وقدمي حبك له على طبقٍ من فضةٍ يقدم لك قلبه على طبقٍ من ذهبٍ.