أحياناً يقودنا القدر إلى صدفة قد تكون اجمل وافضل ما يحدث لنا في هذه الحياة، ولقاء يحمل بين ثناياه تاريخاً ومستقبلاً ينتظر أن يبنى وأن يكتمل لنرى ثماره بين أيدينا وفي أحضاننا، فالصدفة أو القدر قد يكون يوماً حليفنا في لقاء من نحب، ومن يهواه قلبنا ليتعلق به ويعشقه. فالحب من اجمل وافضل المشاعر التي تكتنفنا، وترينا كل ما في الوجود جميلاً لأنّنا نرى الكون بعيون من نحب.
من منّا لا يحب أن تدركه هذه المشاعر ليعيشها بكلّ ما فيها من فرح، وحزن، وألم، وشغف، وفقد، ووجد، وكل ما في الحب؟! بالطبع لا أحد، لكننا نؤمن حتماً أنّ الحب قد يأتي مرة واحدة لا تتكرّر، فإن حظيت به وكنت محظوظاً فلا ترددّ أبداً في أن تعبر عن حبك لهذا الشخص، فالفرصة تأتيك مرة اغتنمها ما استطعت.
قد يترواد في نفسك سؤال، إن أحببتها كيف أخبرها ذلك؟ وكيف أعبر عن حبي لها؟ الجواب بسيط وسهل، فالحب الحقيقيّ لا يحتاج إلى الكثير للتعبير عنه، فإنّنا نرى الحب في عيون العاشقين، والعيون لغة الحب الأولى، ونظراتنا لمن نحب كفيلة بأن تظهر ولو شيئاً بسيطاً من هذا الحب. نصيحتي لك أيّها العاشق، إن أحببتها حقاً فأوّل خطوة للتعبير لها عن حبك، أن تطرق ووسائل باب بيتها لتفتح لك باب قلبها، لا تلجأ للطرق ووسائل الملتوية في ذلك، ما عليك سوى أن تظهر لها مدى جديتك في رغبتك في الارتباط بها، لا تهدر عمرها وأيامها سدىً، اطرق ووسائل بابها وتزوجها، وستكون هذه خطوتك الأولى في التعبير لها عن حبك الصادق.
لا تتردد أبداً في التعبير لزوجتك أو خطيبتك التي تحب عن حبك، فرسولنا الكريم كان لنا قدوة في ذلك، وكان يقول عن حبه لعائشة أنّه رُزق حبّها، ففعلاً الحب الحقيقي رزق منّ الله به علينا، يكفينا ويسعدنا، ولا نستطيع أن نعيش إلّا به. احترمها، وساعدها، واعطف عليها، وأشعرها بالأمان دائماً، كن لها حبيباً، وصديقاً، وأخاً، وأباً. لا تنسى أنّ حبيبتك مهما مرّ عليها من الأيام ستبقى بحاجتك دائماً، ولا تستطيع أن تعيش دونك يوماً، اخلص لها، وكن وفياً لتستحق حبّها، لا تجعل الأيام والسنون تنسيك أنّ الكلمة الطيبة تزيد حبها لك، وأنّ الوردة الجميلة التي تهديها إيّاها كافية بأن تذكرها بأنّك لا زلت تحبها كما أحببتها أوّل مرة. الحب الحقيقي لا ينتهي عند النظرة والإعجاب وخفقات القلب الأولى فقط، فإنّ الأيّام قادرة على تقوية وتنمية أواصر هذا الحب إن نجحت في الحفاظ عليه، والحفاظ على الحياة فيه، اجعل شعارك دائماً أنّك تريد حبيبتك "زوجتك" لك في الدنيا والآخرة، واسلكا طريقكما معاً في هذه الحياة لتبقيا معاً دائماً.
خاص موضوع، هديل.
