الحب
من منّا لم يجّرب الشعور الخفيّ ذاك الذي يتسلّل بخفّة إلى قلوبنا فيستحوذ عليها دون أن ندري، الكلام كثير ولا تكفي كلّ المفردات للتعبير عنه، إنّه الحب، فإن لم تكن قد جرّبته من قبل، ولا تعلم كيف تعرف أنّك تحب، إليك عزيزي القارئ هذا المقال، أقدّمه بين يديك لتعلم فيه بعضاً من العلامات و دلائل التي تخبرك أنّك واقع في الحبّ حقاً.
علامات و دلائل الوقوع في الحب
عزيزي القارئ بمجرّد قراءتك لهذا المقال بشغف وفضولك على اطّلاع ما فيه من علامات و دلائل تدلّك على أنّك واقع في الحب قد يكون دليلاً تبحث فيه عن حقيقة هذا الأمر، فإنّك قد تكون واقعاً في الحب، فتعرف على ما هى علامات و دلائل الحب الأخرى؟ إليك بعضاً منها، وبعضاً آخر ستكتشفه بنفسك مع مرور الأيّام والسنين.
- التفكير فيمن تحب باستمرار إن كنت تحبّ شخصاً ما فإنّك ستفكّر فيه معظم وقتك، سواء في عملك، أو بين أصدقائك، أو في عزلتك، في كلّ دقيقة تمرّ بك في يومك ستفكّر به، كلّ ما تحبه سيذكرك به، وقد تفقد تركيزك في بعض الأحيان.
- تجد نفسك شخصاً احسن وأفضل بقربه هذا صحيح، فالحبّ يخلق منّا أشخاصاً أفضل، ونحبّ أن نكون باحسن وأفضل حال حتى يرانا من نحبّ كذلك، تحبّ أن تجعله فخوراً بك، وأنت نفسك ستكون مليئاً بالسعادة التي تغمرك في وجوده، وسعادة ومشاعر غريبة لا نشعر بها عادةَ إلّا بوجود من نحب.
- لا تملّ من الحديث معه أبداً فقد تقضي ساعات وساعات بالحديث معه دون أن تدرك للوقت، ودون أن تشعر بالملل أبداً من الكلام معه وسماعه والتعرّف على كلّ ما يدور بخلده وتفكيره.
- الثقة عمياء: فمن يحب يثق بحبيبه ويمنحه الأمان والثقة والإخلاص، ويبادره نفس المشاعر، فإن أحببت تخلص لمن تحب، ولا تخون ولا تخدع.
- التغيّر: إن أحببت فإنّك تتغيّر حتماً، تصبح شخصاً آخر لم تكنه في الأمس؛ هذا صحيح، فإن لم يغيّرك الحبّ للاحسن وأفضل فأنت لم تحبّ، فمن أجل من أحبّ أترك كلّ عاداتي السيئة، أترك كلّ ما يراه فيّ شريكي من عيوب ما استطعت.
علامات و دلائل أخرى
الشوق لمن تحبّه والتوق له من أكثر علامات و دلائل الحبّ جمالاً، فإنّني إن أحببت أحبّ خفقات قلبي ونبضاته بمجرّد أن ألمح من أحبّ، أحبّ أن أنظر لعيونه فالعيون لغة الحبّ وأوّل ما أبادر فيها من اعتراف، والتلعثم والتوتّر في وجود من أحبّ دليل على حبي أيضاً.
قد يتساءل البعض، هل يمكن للحبّ أن يستمرّ بعد الزواج؟ أم أنّ الزواج الخطوة الأولى في قتل الحب؟ إنّ الحب لا يتكلّل إلّا بالزواج، ولا تكتمل أواصره إلّا بهذه الرابطة الرائعة التي سخرها الله لنا، ليكون الزواج دليلاً قاطعاً على الحب.
يتغير شكل الحبّ، فالدقّات والخفقات والتلعثم في اللحظات الأولى للحبّ تختفي، ولكن يحلّ مكانها حبّاً أقوى وأمتن، فالحب الصادق أساس الزواج الناجح، وهو الحبّ الذي يقوم على الرحمة، والودّ، والتفاهم، والاحترام، وتكون ثماره أطفالاً وأولاداً يزيّنون هذا الحبّ باجمل وافضل ما فيه.