الصلاة
إن الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي صلة العبد بربه، والتي يجب أن يحافظ عليها المسلم في تأديتها بوقتها، حيث قال تعالى في سورة الماعون: "فويلٌ للمصلين (4) الذين هم عن صلاتهم ساهون (5)"، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدثني بهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولو استزدته لزادني". (متفق عليه).
وقد يؤدي تأخير الصلاة إلى نسيانها، وبالتالي فوات وقتها، حيث يُنادي المنادي للصلاة الأخرى، ولم يصلّ الشخص صلاته التي تسبقها، وعليه فإنه يتوجب على المسلم أن يحافظ على صلاته وقتها، وقد يتساءل عن طريقة الحفاظ عليها بوقتها.
طريقة الحفاظ على الصلاة بوقتها
إن الحفاظ على أداء الصلاة بوقتها بحاجة إلى إرادة من الشخص نفسه، والتي تأتي من خلال قوة إيمانه، وحبّه للصلاة، ومعرفة أهميتها، فمتى ما وصل المسلم بإدراكه إلى مدى خطورة تأخير الصلاة، والذي قد يقود إلى تركها، فإن ذلك سيدفعه للحفاظ عليها، وهناك عدة نصائح قد تساعد الشخص على هذه المسألة، وتفصيلها كالتالي.
مداومة الصلاة في المسجد
إن أهم وسيلة للحفاظ على الصلاة بوقتها هي مداومة الصلاة في المسجد، وذلك بمحافظة المسلم على صلاة الجماعة، حيث إن صلاة الجماعة لها وقت مُحدد، فإن لم يتوجه الشخص للمسجد عند الأذان، فقد لا يستطيع اللحاق بالصلاة، وبالتالي حرمانه منها كصلاة جماعة في المسجد، وحيث إن الشخص يالبحث عن الحفاظ على الصلاة بوقتها فإن عدم التزامه للذهاب إلى المسجد، قد يخلق لديه الكسل في المنزل، وبالتالي تأخير الصلاة، حتى دخول وقت الصلاة اللاحقة، إذاً فإن من أهم الما هى اسباب التي تدفع الشخص للحفاظ على صلاته بوقتها هي مداومة الصلاة في المسجد.
الالتزام بوقت الصلاة
إن الالتزام بوقت الصلاة يكون بأدائها فور الاستماع للأذان، أي فور أن يستمع الشخص للمنادي يؤذن للصلاة عليه أن يتأهب مباشرة، ولا يتكاسل، ويقطع الأمر الذي بين يديه إن لم يكن هاماً، أو يحاول إنجازه بشكل سريع، أي أن يحاول الشخص أن يُعطي الأولوية للصلاة قدر الإمكان، ثم يتجهّز للصلاة، حيث يتوضأ ويؤدي الفرض الذي عليه، ولا يُحدّث نفسه بأن الوقت بين الصلاة والصلاة طويل، ويستطيع أن يؤدّيها في اى وقت، فيُلهيه الشيطان عنها ويدخل وقت الصلاة اللاحقة، وتضيع صلاته السابقة، وإن كان الأذان لا يصل للمكان الموجود فيه، على الشخص أن يتعامل مع الوقت أو المنبه، بحيث يتحرى من خلال الوقت بأن الصلاة قد حان أوانها، فيقوم بتأديتها سريعاً.
الوضوء المستمر
قد يساعد الوضوء الدائم في مسألة الصلاة بوقتها، ذلك أن بعض الأشخاص يتكاسلون عن الصلاة مباشرة، كونهم ليسوا على وضوء، خاصة في أوقات الشتاء، فيؤجلون صلاتهم متعاجزين عن الوضوء، وعليه إن بقي الشخص على وضوئه بشكل دائم فإن ذلك سيساعده على أداء الصلاة بوقتها، فكلما نُقِض وضوؤه عليه أن يقوم ويتوضأ من جديد، وبهذا الشكل فإن الإنسان يظل طاهراً طيلة اليوم، و بالوقت نفسه متجهّزاً للصلاة عند النداء إليها، ولا يُفهم من هذا الكلام بأن يبقى الشخص على وضوء واحد طيلة اليوم، فقد يؤذي الشخص نفسه، ولكن المطلوب هو أن يحاول المسلم تجديد وضوئه باستمرار.