الإنسان
الإنسان هوَ مخلوقٌ مُكرّم، كرّمهُ الله على غيرهِ من المخلوقات الأخرى وأعطاهُ السيادةَ عليها وميزه بنعمة العقل التي تفرّدَ بها عن غيره، حيثُ سخّرَ لهُ كُلّ شيءٍ لخدمته، فكانَ بهذا العقل الذي منحهُ الله إيّاه هوَ المُستخلف في الأرض لإعمارها وتطويرها والاستفادة من خيراتها الكثيرة، ولولا العقل البشريّ لكانَت هناك أسرار كثيرة دفينةٌ دونَ معرفة حقيقتها وتسخيرها لنفع البشريّة بشكلٍ عامّ.
العقل غريزة أودعها الله في الإنسان تقوم بدورها بتحليل الواقع من خِلال مُدخلات الإنسان الحسيّة المُتمثّلة بجوارحه التي تُعطي تصوّراً عامّاً وتفصيليّاً عن الواقع الذي يعيشه، فالأعضاء والجوارح كُلّها جُنود للعقل ليقوم بالتحليل والخُروج بخُلاصة مُفيدة للإنسان، وفي هذا المقال سنتحدّث عن أثر هذهِ النِعمة العظيمة عليه.
أثر نعمة العقل على الإنسان
للعقل آثار عديدة، ونذكر بعضاً منها كما يلي:
- الوصول إلى معرفة الخالق عزّ وجلّ من خِلال استخدام العقل البشريّ، الذي بواسطته نتأمّل في عجيب الكون ونتأمّل في مخلوقات الله، التي بثّها في الأرض، وباستخدام العقل يُدركُ الإنسان نواميسَ الكون وقوانينهُ التي تدلّ على وجود الإله الخالق جلَّ جلاله.
- العَقل يُمكّن الإنسان من تحقيق المنفعة ودرء المفسدة عنه، حيث إنَّ الشخص العاقل يعرف ما يضرّهُ وما ينفعه، فلا يُقدم على أمر فيه خُطورة عليه، بينما الشخص الذي فقد عقله كالمجنون هوَ بلا شكّ يجهل منفعة ذاته وكثيراً ما يُلحق الأذى بنفسه أو بغيره بسبب ضياع عقله.
- التقدّم العِلمي والتكنولوجي الذي نرفأ بظلالهِ اليوم، هوَ من ثمرات وآثار العقل البشريّ على الناس، حيث استطاع الإنسان بفضل العقل البشريّ أن يكتشف الأشياء وأن يفقه الأسرار الكامنة وراءها، وبالتالي قامَ بتوظيف هذهِ الأشياء وهذهِ الحقائق التي توصّل إليها على شكل تطبيقات واكتشافات مهمة سهّلت حياةَ الناس وقدّمت النفع للبشريّة، فمُعظم ما نراهُ اليوم من التكنولوجيا الحديثة هي من ثمرات هذا العقل.
- حُصول مكارم الأخلاق من خِلال العقل، فالعقل الراجح هو الذي يدلّ صاحبهُ على طريق الخير والخُلُق الحسن، فالعقل الصائب هوَ رائدُ الإنسان إلى الفضيلة وداعيهِ إلى التحلّي بالسُمعة الطيّبة والخُلُق الرفيع، لأنّهُ يعلم مذمّة الخُلُق الرديء والسُمعة الخبيثة.
- تحقيق محبّة الناس، فهذا أثرٌ واضح للعقل، فالناس يُقبلون على الإنسان الذي تتمثّل بهِ رجاحة العقل ورصانة الفِكر، وتراهُم يزهدون في التقرّب من الجاهلين وينأون عنهُم.
- الحِكمة من آثار نعمة العقل على الإنسان، فالحكمة لا تخرج من عقل واعٍ ورصين، ومن يُؤتَ الحِكمة فقد أُوتيَ خيراً كثيرا.