وساوس الشيطان
مُنذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السّلام وأمر الملائكة بالسّجود له وإبليس عليه لعنة الله يمكر له ويكيد ويوسوس حتّى يحرفه عن فطرته السّويّة وشريعة ربّه التي تضمن له السّعادة في الدّنيا الآخرة؛ فالشّيطان هو عدوّ الإنسان الأوّل الذي ينبغي الحذر منه فهو يمنّي الإنسان الأماني الكاذبة ويعده الوعود الباطلة، ويزيّن له الباطل، ويحبّب إليه الفسوق والعصيان، ويأمره بالمنكر والسّوء والفاحشة.
أنواع وساوس الشيطان
حذّر الله سبحانه وتعالى عباده من الشّيطان الرجيم ووساوسه، كما بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أهداف الشّيطان التي يبتغي تحقيقها في النّفس الإنسانيّة ومنها هدف خلخلة عقيدة المسلم وإضعافها؛ ففي الحديث الشّريف الذي رواه مسلم (( يأتي الشّيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا حتى يقول له من خلق ربّك، فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته ))، كما أنّ وسوسة الشّيطان تكون في العبادات ومنها الصّلاة حيث يخصّص إبليس لها شيطانٌ خاصّ اسمه خنزب كما في الحديث ومهمّته إفساد صلاة المسلم حيث يأتيه فيها فيقول له اذكر كذا وكذا من الأعمال وأمور الدّنيا حتّى ينشغل بذكرها عن الخشوع في الصّلاة.
ومن الوساوس ما يكون في تعاملات الإنسان مع غيره وعلاقته بمحيطه من الأقارب والزّوجة، ومثال على ذلك محاولة تفريق الأزواج بإيغار صدورهم بعضهم البعض لعلّه ينجح في النهاية في تحقيق أسمى أهدافه وهو التفريق بين المرء وزوجه .
كيفيّة التّخلص من وساوس الشّيطان
لا شكّ بأنّ الشّريعة الإسلاميّة قد بيّنت المنهج والطّريق في سبيل الوقاية من وساوس الشّيطان والتّخلص منها، ومن هذه الوسائل نذكر:
- الاستعاذة بالله من الشّيطان الرجيم، فهذه الوسيلة هي أنفع الوسائل في التّخلص من وساوس الشّيطان؛ حيث إنّ الاستعاذة تعني الالتجاء بركن الله تعالى وحوله وقوّته، ومن يلتجئ لله تعالى عائذًا من شرّ الشيطان ووسوسته سوف يحميه الله تعالى بلا شكّ .
- تقليل شأن الشّيطان في النّفس الإنسانيّة، فالإنسان الذي يعظّم الشّيطان وأمره يمكّن الشّيطان من التّسلط والاستعلاء عليه، قال تعالى (وَإنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقا )، بينما يكون الإيمان بضعف كيد الشّيطان وأنّه ليس له سبيلٌ على المؤمنين المتّقين وقاية وحرزًا مكينًا للمسلم؛ ففي الحديث الشّريف ندب إلى الامتناع عن قول تعس الشّيطان أو سبّه حتّى لا يشعر بأهميّة وجوده ومدى تأثيره في النّاس، ففي الأثر قوله عليه الصلاة والسلام (( لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ويقول: بقوتي صرعته ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذبابة )) فالأصل في المسلم أن يلجأ إلى الذّكر ليحصّن نفسه من كيد الشّيطان ووساوسه .
- لزوم الطّاعات والعبادات واجتناب المنكرات، فإنّ المسلم الذي يلزم طريق الله تعالى ومنهجه في الحياة يقوّي نفسه ضد وساوس الشّيطان وكيده .