من أقرب النّاس إلى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أهل بيته، فقد خصّهم النّبي الكريم بمكانةٍ عظيمة ومنحهم حبًا كبيرًا، وقد كان آل بيت النّبي من أقرب النّاس إليه وأشدّهم له نصرة، فقد كانت السّيدة فاطمة الزّهراء رضي الله عنها تذود عن أبيها رسول الله وحينما كان المشركون يلقون أوساخهم أمام بيت النّبوة كان تطهّره بيدها الكريمة، أمّا زوجها علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فمواقفه في الدّفاع عن النّبي الكريم كثيرة، ففي إحدى المواقف افتدى عليًّا النّبي الكريم بأن نام في فراشه يوم أضمر المشركون نيّة قتله، كما صبر مع أهل بيته حين حاصر المشركون بني هاشم في شعاب مكة حتّى كتب الله لهم الفرج .
إنّ أهل بيت النّبي عليه الصّلاة والسّلام هم أهل الكساء على الرّاجح من قول العلماء الذين شملهم النّبي يومًا بكسائه وهم علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.
وقد وردت في فضائل آل البيت آيات وأحاديث، ففي القرآن الكريم قوله تعالى (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا )، فآل بيت النبي هم مطهّرون من عند الله سبحانه من دنس الدّنيا ورجسها، كما خصّهم ربّ العزّة بتحريم الصّدقة عليهم لأنّهم من فضلة النّاس، وفي السّنة النّبويّة الشّريفة نجد توصية النّبي عليه الصّلاة والسّلام المسلمين في أهل بيته وتذكيرهم بالحفاظ على مكانتهم وعدم ظلمهم، فقد خطب النّبي الكريم يومًا قائلًا إنّي تركت فيكم ثقلين وذكر كتاب الله تعالى ودعا للتّمسك به والاعتصام، ثمّ ذكر أهل بيته بقوله وأهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي وكرّرها ثلاثًا .
أمّا على وجه الخصوص فقد ذكر النّبي عليه الصّلاة والسّلام مناقباً لكلّ واحدٍ من أهل بيته؛ ففاطمة الزّهراء هي سيدة نساء العالمين كما بشّرها النبي بذلك، وهي بضعة من النّبي ربط أذيتها بأذاه وحبّها بحبّه، أمّا زوجها علي رضي الله عنه فقد كانت منزلته من النّبي الكريم كمنزلة هارون من موسى عليه السّلام، كما نال تزكيةً من النّبي الكريم يوم غدير خم حين وقف عليه الصّلاة والسّلام في جموع الصّحابة قائلًا من كنت مولاه فعلي مولاه، وقد سلّمه النّبي الكريم يوم خيبر راية جيش المسلمين بقوله لأعطين الرّاية رجلًا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله يفتح الله على يديه، أمّا الحسن والحسين سبطا النّبي عليه الصّلاة والسّلام فهما ريحانتا رسول الله في الدّنيا وسيدا شباب أهل الجنّة.