التلوث البيئي
في الآونة الأخيرة شهد العالم تطوراً كبيراً في جميع مجالات الحياة المختلفة، سواء على الصعيد الصناعي أو الزراعي أو التكنولوجي، ولكنّ هذا التطور لم يكن رخيص الثمن، بل إنّه أحد أثمانه أنّه شكّل أكبر المشاكل وعيوب الذي يواجهها البشر في العصر الحالي ألا وهو التلوث البيئي.
التلوث البيئي هو المشكلة الوحيدة التي لا يستطيع أيّ شخصٍ في العالم مواجهتها وحده، بل إنّ على العالم بأكمله التعاون مع بعضه البعض للحدّ من هذه المشكلة والتخلص منها.
أشكال التلوث البيئي
ينقسم التلوث في العادة إلى عددٍ من الأشكال المختلفة والتي تشكّل كلّها مع بعضها البعض العديد من المشاكل وعيوب والآثار المختلفة على البيئة، فمن أشكال التلوث البيئي تلوث الهواء، الذي يعدّ الأكثر شهرةً وأكبر أنواع التلوث التي يواجهها العالم بأكمله، إذ إنّ تلوث الهواء الذي يتشكل من الدخان المتصاعد من حرق الوقود الأحفوري وغيرها وتصاعد مركبات الكلوروفلوروكربون، يسبب ضرراً كبيراً للحياة على الأرض.
أمّا من أشكال التلوث الأخرى تلوث المياه، والذي يحدث بسبب رمي المخلفات الصناعية والعضوية في مياه الأنهار والبحيرات وحتى المحيطات، ويعتبر ثاني أخطر أشكال التلوث في العالم، إذ إنّ المياه هي الأساس لجميع أشكال الحياة، وتلوث التربة الذي يحدث بسبب المياه الملوثة والأمطار الحمضية والأسمدة، والتلوث الصوتي أيضاً والذي يحدث من أنواع الضجيج المختلفة الصادرة عن المصانع والشاحنات والسيارات وغيرها ويؤثر على الإنسان بشكلٍ مباشر والتلوث الضوئي أيضاً والعديد من أنواع التلوث الأخرى.
مظاهر التلوث البيئي
لقد أصبح تأثير ونتائج التلوث البيئي منتشراً بشكلٍ كبيرٍ في العالم بأكمله، إذ إنّ أحد أشهر مظاهر التلوث البيئي التي أصبحت منتشرةً حالياً في العالم هي الاحتباس الحراري، فنتيجةً لتلوث الهواء وتراكم الغازات السامة في طبقات الجوّ العليا أصبح هنالك تراكمٌ كبيرٌ في الحرارة في الغلاف الجوي للأرض فأصحبت هذه الغازات تمنعها من الخروج إلى خارج الغلاف الجوي، ممّا أدّى إلى زيادة درجات الحرارة في العالم بشكلٍ كبير، وهو ما يؤدي إلى العديد من النتائج الأخرى كذوبان الجليد في القطبين ممّا يؤدي إلى زيادة منسوب البحار في العالم وغرق بعض الجزر والمدن الساحلية، وتغير مناخ الأرض بشكلٍ كامل.
من آثار تلوث الهواء أيضاً ثقب الأوزون، وهي الطبقة التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، والتي تؤدي في حالة وصولها إلى الأرض إلى العديد من الأضرار كالسرطانات على سبيل المثال، وهذا غير المظاهر الأخرى التي يتسبب بها تلوث الهواء على وجه الخصوص كالأمراض المختلفة التي أصبحت منتشرةً في العالم كسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها.
أمّا أشكال التلوث الأخرى فإنّها تسبب أيضاً العديد من المشاكل وعيوب والمظاهر السلبية المختلفة كالأمراض التي يسببها تلوث الماء على سبيل المثال والأضرار التي يسببها تلوث التربة للنباتات، حيث تخرج مسمومة نتيجة استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية بشكلٍ كبيرٍ جداً.
كما أن هناك التلوث الإشعاعي والذي يحدث بسبب استخدام الأسلحة والطاقة النووية والذي يؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة كالسرطانات، وغيرها العديد من آثار التلوث المختلفة، وما زال العلماء أيضاً يكشفون عن العديد من الآثار السلبية التي قد تحدث في المستقبل والتي قد تؤدي إلى دمار الأرض.
