موقع بحيرة طبريا
تقع شمال فلسطين المحتلة في موقع جغرافي جعل منها مطمعا للكثيرين على مر التاريخ؛ فهي مرتبطة من الشرق بالجولان، ومن الجنوب الشرقي ترتبط بنهر الأردن وتعتبر امتدادا له، وتمتد على طول 53 كيلو متر وتبلغ مساحتها 166 متر مربع، ولأنها تتمتع بمناخ دافئ معظم أوقات السنة فقد تم اتخاذها كمشتى لقادة العصر الأموي، وبنوا فيها قصرا ليقيموا فيه في فصل الشتاء.
مصدر مياه البحيرة
تأتي مياه بحيرة طبرية من منطقة جبل الشيخ؛ حيث تذوب الثلوج لتشكل المياه المنحدرة والمكونة لبحيرة طبريا، وهذه المياه حلوة مما جعلها مصدرا رئيسيا لمياه الشرب، وتعيش في البحيرة أنواع مميزة من الأسماك، وقد كانت سوريا تتمتع بفرصة صيد الأسماك من البحيرة من جهتها الواقعة في الجولان ولكن بعد عام 1967 وعند قيام الحرب العربية الإسرائيلية، قامت إسرائيل بالسيطرة على أجزاء كبيرة من الجولان ومنعت الصيادين السوريين من ممارسة الصيد في البحيرة.
تسمية طبرية وتاريخها
سميت بهذا الاسم نسبة إلى الإمبراطور الروماني طيباريوس الذي أشعل عدة حروب لبقاء هذه البحيرة تحت سيطرته، وتوالت بعدها الحروب وبالتالي فإن العديد من السكان سكنوا طبريا حتى أن نابليون بونابرت سيطر عليها خلال حملته الفرنسية، ولكن ما لبثت أن فشلت حملته وانتقلت طبريا لحكم مصر، وفي هذا الوقت حصل ازدهرت المنطقة كبير للمنطقة حيث أصبحت مقصدا للزوار، وتم بناء أماكن للعلاج و دواء من الأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض التي تعالج من خلال مياه الينابيع الحارة التي تحيط ببحيرة طبريا، وقد عرفت طبريا خلال حكم مصر لها تطورا لم يشهد له مثيل ولكن ذلك لم يدم طويلا فبعد الانتداب البريطاني الذي كان هدفه إقامة دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية سيطرت إسرائيل على طبريا وأخذت بالاستيلاء على مياهها وأرضها مثلها مثل باقي مناطق شمال فلسطين.
في الوقت الحالي تشهد طبريا تطورا عمرانيا كبيرا ففيها العديد من المستوطنات الإسرائيلية والفنادق والمنتجعات التي بنيت بدلا من البيوت العربية القديمة حتى تتغير معالم هذه المدينة وتصبح إسرائيلية بالكامل، وهذا جعل منها مكانا سياحيا داخليا أكثر منه خارجيا ذلك أن إسرائيل بعد الانتفاضة الثانية حدت من عدد دخول السياح إليها لاعتبارات أمنية، أما قبل الانتفاضة فقد كان العديد من أبناء الضفة الغربية يذهبون في رحلات إليها ويستمتعون بجمال طبيعتها ومناخها.
في الفترة الأخيرة تحدثت وسائل الإعلام نقلا عن خبراء أن مستوى مياه البحيرة بدأ بالانخفاض الملحوظ ويحذر هؤلاء الخبراء من اقتراب جفاف البحيرة الأمر الذي يدل على اقتراب خروج الدجال الذي ذكره سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.