طريقة هضم الدهون

الغذاء

يحتاج جسم الإنسان إلى الغذاء للنمو وللقيام بجميع العمليات الحيوية الضرورية له طوال فترة حياته، يمدّ الغذاء جسم الإنسان بالعناصر الغذائية التي يحتاجها ولا يستطيع العيش دونها، فجسم الإنسان متجدّد دائماً واحتياجاته تختلف باختلاف المرحلة العمرية التي ينتقل فيها من مرحلة إلى أخرى، لذا فإنّ الاهتمام بالتغذية المتوزانة والحصول على كافة العناصر الغذائية المصنفة بستّ مجموعات في الهرم الغذائي ضرورة ملحة يجب الحصول عليها يومياً ومن خلال الغذاء.

تشكل الدهون هاجساً للإنسان ومصدر قلق دائم لارتباط الدهون بشكل وثيق بإمراض مزمنة، بحيث جعلتها محلّ اهتمام الطبيب، واخصائي التغذية، والإنسان العادي على حد سواء، فالمسميات الكيمائية مثل كلمة كولسترول، والأحماض الدهنية المشبعة أو غير المشبعة صارت كلمات وعبارات تردد كثيراً على ألسنة الناس وكأنها كلمات وعبارات شعبية.

الدهون

مادة غذائية مركبة من عناصر الكربون، والهيدروجين، والأكسجين، وهي مادة تعطي طاقة حرارية بمعدل 9 كالوري لكل غرام واحد منها أي تعتبر عالية السعرات الحرارية مقارنة بما تقدمه الكربوهيدرات، والبروتين للجسم إذ تقدم كلاً منها للجسم 4 سعرات حرارية فقط. تصنف الدهون بعدة تصنيفات وتسمى بالليبدات تبعاً لتركيبها الكيمائي من الأحماض الدهنية فهناك الليبدات البسيطة، والليبدات المركبة، والليبدات المشتقة والتي تؤدّي وظائفها في جسم الإنسان بحسب حاجاته إليها، والفائض يخزن في الجسم ككتل دهنية تسبب السمنة وزيادة الوزن والمخاطر التابعة لها.

حاجة الجسم للدهون

تقدّر احتياجات الجسم بحوالي 20% تقريباً من المجموع الكلي للسعرات الحرارية المطلوبة يومياً، على أساس أن الجسم يحتاج ما يعادل 1-2 جرام لكل كيلو غرام من الدهون لوزن الجسم وذلك بحسب نوع العمل، والعمر. أمّا الأطفال فيحتاجون إلى كمية أكبر من ذلك، فهم في طور النمو، إذ يحتاجون إلى حوالي 2-3 غرامات لكل كيلو غرام واحد من وزن الجسم.

هضم الدهون

إنّ الهضم الفعلي للدهون يبدأ في الأمعاء الدقيقة بوجود إنزيم تفرزه البنكرياس وأملاح الصفراء في الكبد، فأملاح الصفراء تساعد على تكوين مستحلب وعلى معادلة حموضة الغذاء، والإنزيم الذي تفرزه البنكرياس يعمل على تحويل الدهون إلى جليسرول، وأحماض دهنية، ثلث الأحماض الدهنية فقط يتحول إلى جليسريدات ثنائية والباقي يخزن ككتل دهنية في الجسم.

تتمّ عملية هضم الدهون بالأمعاء الدقيقة دون الحاجة إلى وجود الماء بعكس الكربوهيدرات والبروتينات التي يجب أن تمتزج بالماء لتهضم. تقوم العصارة الصفرواية المفرزة بتحويل الدهون المعقدة إلى مستحلب دهني أي قطرات من الدهون معلقة ليسهل تحويلها إلى أحماض دهنية، وجليسرول. كما تفرز جدار المعدة إنزيم اللايبيز الذي يساعد على هضم الدهون وتحويلها إلى مركبات بسيطة تمهيداً لوصولها إلى الأمعاء الدقيقة لتكتمل عملية الهضم هناك.