أهل الإيمان
أهل الإيمان هم أهل التصديق الجازم بالله سبحانه المقرون بالتقوى والعمل الصالح، لأنه وبنص القرآن متى تجرّد الإيمان من العمل الصالح لم يعد يطلق عليه إيماناً قال تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحجرات: 14) وعليه فإنّ لأهل الإيمان صفات يُعرفون بها، أخبر عنهم القرآن الكريم في مواضع متعددة، تمجيداً بعملهم، ورفعاً لقدرهم.
صفات أهل الإيمان
- خشوع قلوبهم عند ذكر الله سبحانه وتعالى وعند تلاوة آياته قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال:2)
- حسن توكلهم واعتمادهم على الله ـ عز وجل ـ وتجردهم من القوّة والحَوْل، ونسبة الفضل كله إلى الله عز وجل.
- خشوعهم أثناء أدائهم الصلاة، واستحضارهم لعظمة الله سبحانه.
- إعراضهم عن مجالس اللغو، ونفورهم منها؛ لأنّهم يعلمون أنّها لا تزيدهم إلا سيئات.
- يبتعدون عن الفواحش، ويحرصون على علاقات نظيفة في دائرة الحياة الزوجية، فيغضون من أبصارهم، ولا يرسلونها في تتبع ما من شأنه إفساد أخلاقهم.
- يحرصون على حفظ الأمانات التي استؤمنوا عليها، سواء كانت مادية أم معنوية، ويحرصون على أدائها كاملة غير منقوصة.
- يحافظون على أداء صلاتهم في أوقاتها، مستوفية أركانها وشروطها.
- يحرصون على الاستقامة في كل شؤون حياتهم.
- تربطهم بباقي المؤمنين رابطة الأخوة والتقوى والإيمان.
- يحرصون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- يلتزمون بواجبهم في الدعوة إلى الله ـ سبحانه ـ ويحرصون على أن يكونوا دعاة بسيرتهم وعملهم قبل ألسنتهم وأقوالهم.
- لديهم استعداد للبذل والتضحية في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم.
- يؤثرون ويفضلون غيرهم من المؤمنين على أنفسهم فيما هم بحاجة إليه.
- التزامهم الصدق ظاهراً وباطناً.
- دوام استشعارهم لرقابة الله ـ عز وجل ـ لهم في كل أقولهم وأفعالهم.
- يحرصون على أوقاتهم، ويقضونها في شؤون دينهم ودنياهم، وَيَعُفُّونَ أنفسهم وألسنتهم عن سؤال الناس.
- يسارعون ويسابقون ويتنافسون في فعل الخيرات.
- يتقربون إلى الله ـ سبحانه ـ ما استطاعوا بالنوافل، في معظم أنواع العبادات.
- لهم سَمت خاص بالمحافظة على قيام الليل، وصلاة الجماعة، ولا سيّما العشاء والفجر.
- يفهمون الإسلام فهماً سليماً بعيداً عن الغلو والتشدد، ولا ينقطعون عن الدنيا بحجة العبادة.
- يبتعدون عن كل الخرافات، والأوهام، ومظاهر الشرك، كالتمائم، والعِرافة، والتنجيم، والكِهانة، والتطيُّر.
- يتحلون بعظيم الأخلاق وحسن الصفات، ويحرصون على ألا يظهر منهم إلا طيب السلوك.
- لا يقابلون الإساءة بالإساءة، بل العفو منهجهم، والصفح شرعتهم.
- لديهم جرعة وشجاعة في قول الحق، ولا يخشون في الله لومة لائم.
هذه مجرد عناوين لصفات أهل الإيمان وقد تختلف من شخص إلى شخص، أو تتأخر ويفتر بعضها عند الشخص نفسه، ولكن سرعان ما نجده يندم على فعله، ويهرع إلى التوبة والاستغفار، فهذه حال النفس البشرية، طريقة الكمال هي لله وحده، وهم بهذا الوصف دعاة حقيقيون بحالهم وألسنتهم على حد سواء، نهارهم عمل، وصلاتهم خشوع، وليلهم دعاء وقنوت ودموع، هم أهل التقوى، أهل الإيمان، أهل الله وخاصته.