الإيمان: هي كلمة تعني الاعتقاد اعتقاداً جازماً بوجود شيء ما؛ حيث يأتي الإيمان بعد الشك، وهو يصل إلى مرحلة الثقة واليقين المطلقين بوجود شيء ما، وهو مصطلح يطوف بين المجالات المختلفة والمتنوّعة، وأشهر استعمالات هذه المفردة هو في المجال الديني، فالإيمان في الدين يعني الاعتقاد بوجود قوّة مطلقة تستحقّ التوجّه إليها والتقرب منها، وفي الديانات الإبراهيميّة التوحيديّة هذه القوة هي قوّة الله – عز وجل –، لهذا السبب ففي هذه الديانات الثلاث: اليهوديّة والمسيحيّة والإسلامية، الإيمان يكون بمعنى الإيمان بالله تعالى، وقد خاطب القرآن الكريم أتباع الرسالة المحمديّة بقوله تعالى " يا أيّها الذين آمنوا ".
الإيمان بالفكرة؛ أي فكرةً تكون أقوى وأرسخ إن خضعت هذه الفكرة للشكّ والتمحيص والتدقيق، ممّا يدخل قناعةً تامّة مطلقة في قلب الإنسان بأنّها صحيحة، وممّا أيضاً يجعل الإنسان يسخّر حياته كاملةً لهذه الفكرة الّتي سلبت لُبَّه ووجدانه بسحرها وجمالها وتألقها.
الإيمان من نظرة دينيّة
إذا ما ألقينا نظرةً مقربّةً على معنى الإيمان من المنظور الديني، وخاصّةً من منظور الديانات التوحيديّة الإبراهيمية، نجد أنّ الإيمان بالله تعالى هو طريق السعادة الأبديّة التي لن تفارق الإنسان والّتي ستلازمه إن وعاها بعقله وقلبه معاً، فالإيمان بالله تعالى يجلب الأخلاق للإنسان، والقرب من الله تعالى يجعل الإنسان يرى صفات الله تعالى أمامه في مخلوقاته، وبمجرّد رؤيتها وإحساسه بها ستنعكس عليه مباشرة؛ فالأخلاق عند أتباع هذه الديانات هي شيء أساسي ومنتشر بشكلٍ كبير بينهم خاصّة بين المتديّنين – هذا هو المفروض -، فمن لا يؤمن بوجود الله – عزّ وجل – لن نجزم أنّه لن يكون أخلاقيّاً، فقد يكون ينضوي على العديد من الأخلاق الجيّدة، إلّا أنّ هذه الأخلاق ستصل إلى نقطة تتوقّف عندها وتموت، بسبب عدم ارتباط هذه الأخلاق بتعرف ما هو مطلق، لهذا السبب فالأخلاق يجب أن تكون مستمدّةً تماماً من المطلق وليس من النسبي. فالنسبية في الأخلاق تضعفها لأنّها ترتبط بالظّروف والعوامل المحيطة.
الإيمان أيضاً قد يأتي بمعنى الإيمان بالأفكار المختلفة التي هي نتاج التطور البشري عبر القرون والسنين المتعاقبة والمتتالية الّتي مرّت على البشريّة منذ خلق الإنسان الأوّل إلى يومنا هذا، فالإيمان بالأفكار هو الّذي يمكننا أن نقول عنه أنّه الدافع الّذي يدفع عمليّة سعي الإنسان في الأرض، فكلّ إنسان يؤمن بفكرة مهما كانت هذه الفكرة فإنّه سيسعى بكلّ ما يمتلك من قوّة إلى تطبيقها ونشرها في الأرض، فالإنسان هو الذي خلق ليعمر الأرض ويكون خليفة الله فيها وما الأفكار وتنوعها إلى خير دليل على سعيه الدؤوب ليؤدّي هذه المهمّة.