جدول المحتويات
محبّة الله للإنسان
تعتبر محبّة الله تعالى للإنسان بالنسبة له مصدر سعادته الأساسي، ومصدر كلّ خير يصيبه سواءً على المستوى الأخروي، أو الدنيوي، والناس إجمالاً يعيشون في ظل رحمة الله تعالى وبركاته، لهذا فهم دائمو السعي وراء نيل محبته، ورضوانه، وبالتالي النهل من نبع بركاته الذي لا ينضب، ولا ينقص.
من أهم مظاهر محبة الله تعالى للإنسان صفاء سريرته، وارتفاع منسوب الأخلاق لديه، بالإضافة إلى اتزانه الداخلي، وتصالحه مع نفسه، فمن تقرب من الله تعالى أمن من كل شر، وتجنّب كل دناءة، ونال كل خير، واستطاع أن يُقارب مصدر الجمال ممّا أدى إلى انعكاس ذلك عليه، لهذا فالمؤمنون القريبون من الله تعالى يُعرفون بسيماهم، وبأخلاقهم العالية، وبمقدار ما يصدر عنهم من محبّة حتى لأبغض الناس وأكثرهم كراهية.
طرق ووسائل نيل محبة الله تعالى
- ينالُ الإنسان محبة الله تعالى من خلال معاملة الناس بالحسنى، ورعاية شؤونهم بما يقدر عليه، واستثمار الخيرات التي رزقه الله تعالى إيّاها بكل تعرف ما هو مفيد ونافع، ومن ذلك إخراج الزكاة بالمفهوم وتعريف ومعنى التقليدي، وبالمفهوم وتعريف ومعنى الأوسع، والمفهوم وتعريف ومعنى الأوسع يتضمّن إخراجاً عن كلّ شيء حتى عن القدرات والملكات التي أُعطيها، بل وحتى عن وقته، ومثال ذلك أن يُخصّص كل شخص جزءاً من وقته في القيام بالخدمات المجتمعية، والأعمال الخيرية حتى لو لم يكن يمتلك المال.
- التقرّب إلى الله تعالى بالعبادات؛ فالعبادة كتعرف ما هو معروف من الوسائل التي تجلي الهم عن القلب، وتُقرّب الإنسان من ربه؛ فالإنسان يكون أقرب ما يكون من الله عندما يكون ساجداً، وعابداً لله تعالى.
- فهم سنن الله تعالى التي وضعها في كونه، وهذا لا يكون إلّا بالعلم والمعرفة؛ فتديّن العالم احسن وأفضل من تدين الجاهل، وهذا ما أكّده كبار العلماء على امتداد الخط الإنساني والحضاري.
- فهم الأنبياء، ومنطلقاتهم، ومحاولة تمثل مسالكهم قدر المستطاع؛ فالأنبياء احسن وأفضل من خلق الله تعالى على الإطلاق، وهم أقدر الناس على التقرّب منه لا إله إلا هو، وهم أيضاً وبفضل أعمالهم الصالحة، وسرائرهم الصافية، وأرواحهم العالية، وهممهم التي لا تلين نالوا محبة الله تعالى ورضوانه.
- عبادة الله تعالى بالجمال، فتلمس الجمال في هذه الحياة يُقرّب الإنسان من الله، ويجعله أقدر على نيل محبته، ذلك لأنّ عبادة الله تعالى بالجمال تتيح للإنسان أن يملأ قلبه بمحبّة الله، وبمحبة خلق الله؛ فالله هو الجمال المطلق، ومصدر كلّ جمال آخر موجود في هذه الحياة الدنيا.