ليلة القدر
ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان التي تمتاز بعظمة قدرها، وبكونها خيراً من ألف شهر، وفيها نزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة، وبعدها أصبح ينزل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- متفرقاً بواسطة الملك جبريل -عليه السلام-، وأول ما أُنزل من آيات في تلك الليلة المباركة، كانت بدايات سورة العلق.
تاريخ ليلة القدر
هناك العديد من المذاهب والآراء عند علماء الدين، بحيث تذكر بعض المذاهب أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان، وتقول مذاهب أخرى هي الأيام الفردية من العشر الأواخر في شهر رمضان والتي تتمثل بالواحد والعشرين منه، والثالث والعشرين، والخامس والعشرين، والسابع والعشرين، والتاسع والعشرين من هذا الشهر.
عدم تحديد تلك الليلة التي لا يعلمها إلا الله، وعدم إظهارها في القرآن الكريم ليس إلا حكمةً عظيمةً منه، فقد تكون من أجل أن يجد الإنسان في جميع هذه الليالي ليدرك أجرها، وليزداد العمل الصالح الذي يتقرب الناس إلى الله به، وكثرة الدعاء ليستجيب الله لهم، ومن علامات و دلائل ليلة القدر، نورها الذي يشع، وانشراح صدور المؤمنين والشعور بالراحة والطمأنينة وسكينة النفس، كما أن صباح يومها يكون صافياً منيراً، فعن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها".
تسمية ليلة القدر
تعددت الآراء حول سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، فبعض المجتهدين قالوا إنها سميت بهذا الاسم لأنها تمتاز بالرفعة والمكانة المقدرة والعالية عند الله تعالى، وآخرون قالوا إنها اكتسبت اسمها لأن الله تعالى يكتب فيها ما سيقدر للعبد في السنة التي تبدأ من يومها وبرأي آخر كان السبب أن الله تعالى يقدر ملائكته التي تنزل في تلك الليلة، أو لأن الأعمال والطاعات لها قدر كبير وشأن عظيم عند الله، والله تعالى أعلم.
فضل ليلة القدر
إن لليلة القدر فضائل عديدة وهي ذات أهمية وفائدة للإسلام والمسلمين، وممن أفضال هذه الليلة على المؤمنين:
- من قام من المسلمين بالاعتكاف والاجتهاد والصيام لتلك الليلة، ومن قام فيها نال أجراً وثواباً عظيماً يضاعفه الله له.
- وفي هذه الليلة يغفر الله لمن يشاء ما تقدم من ذنبه فيعود نقياً طاهراً دون ذنوب.
- إن الملائكة في هذه الليلة المباركة ينزلون إلى الأرض ويسلمون على من أحيا هذه الليلة وأقامها.
- في هذه الليلة تقدر الأرزاق ويحدث العفو ويعم السلم أكناف المؤمنين وتنزل عليهم الطمأنينة والسكينة.
- ومن عظمة هذه الليلة أن أبواب السماء تفتح ويستجاب الدعاء، وتُلبّى الحاجة لمن دعا، ويكتب الأجر للمؤمنين في الدنيا والآخرة.