قناة السويس
هي أحد الممرات المائية الاصطناعية التي تستخدم في الملاحة الدولية، وتصل بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، ويبلغ طولها مئة وثلاثة وتسعين كيلومترا، بدأت فكرة حفر القناة مع الحملة الفرنسية على الشرق، إلا أن الفكرة كان مصيرها الفشل، واستطاع فرديناند ديلسبس إقناع و ماسك الخديوي سعيد بالمشروع عام 1854، وبعد الحصول على موافقة الباب العالي بدأ حفر القناة الذي استغرق عشر سنوات، وساهم في حفرها ما يقرب من مليون عامل مصري بنظام السخر، ومات منهم أثناء الحفر ما يزيد عن مئة وعشرين ألفا، وتعد قناة السويس أحد أهم المجاري المائية في العالم، ويمر بها حوالي عشرة بالمئة من حجم التجارة العالمية.
أهمية وفائدة قناة السويس
- تنقسم قناة السويس طوليا إلى قسمين شمالي وجنوبي، تفصل بينهما البحيرات المرة، يبدأ القسم الشمالي بمدينة بورسعيد على البحر المتوسط، وينتهي القسم الجنوبي عند مدينة السويس على البحر الأحمر، وتستخدم البحيرات المرة في حالات انتظار قوافل السفن للمرور، وفي أغلب أجزاء القناة عرضيا تنقسم القناة إلى ممرين للسماح بعبور السفن في كلا الاتجاهين، وبذلك تعتبر أسرع ممر بحري بين قارتي آسيا وأوروبا، وتوفر ما يقرب من خمسة عشر يوما من الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
- تزداد أهمية وفائدة قناة السويس مع تطور النقل البحري حول العالم وزيادة معدلات التجارة العالمية، فالنقل البحري بالنسبة للتجارة العالمية يعد الأقل تكلفة، لذا فإن قناة السويس بسبب موقعها الجغرافي تستحوذ على مرور ما يزيد عن ثمانين بالمئة من حجم التجارة البحرية حول العالم.
- من المميزات التي تتمتع بها قناة السويس شبه انعدام الحوادث فيها، مقارنة بالممرات المائية الاصطناعية الأخرى، بالإضافة إلى تواصل حركة النقل فيها ليلا ونهارا، وطبيعتها التي تسمح بالتوسعة والتعميق كلما لزم الأمر للتماشي مع التطوير الذي يحدث في أحجام وحمولات السفن.
نظام المرور بالقناة
نظام القوافل
استخدم هذا النظام بسبب عدم وجود مناطق لا تسمح بالمرور في كلا الاتجاهين، ويعتمد على دخول مجموعة من السفن من إحدى جهتي القناة في مواعيد محددة مسبقا، والسير بسرعات ثابتة داخل القناة مع الحفاظ على وجود مسافات فاصلة متساوية تقريبا، وعند الوصول إلى البحيرات الكبرى تبدأ القافلة القادمة من الشمال في الانتظار حتى مرور قافلة الجنوب، وبعد انتهاء عبور تلك القافلة تواصل قافلة الشمال سيرها جنوبا، وتعتمد الملاحة على وجود مرشدين ملاحيين عاملين بالقناة لتوجيه السفن لأماكن الانتظار بحسب حجم السفينة والغاطس.
نظام المرور المزدوج
اعتمد تطوير القناة بحفر ممرات فرعية، وتعميق الممرات القديمة على إمكانية السماح بالمرور المباشر في كلا الاتجاهين بمتوسط تسع وأربعين سفينة يوميا، وتقليل زمن العبور سبع ساعات بتقليل زمن الانتظار، مع السماح بعبور السفن الضخم ذات الغاطس الكبير بمختلف الحمولات.