جدول المحتويات
طرق ووسائل زيادة الإيمان
يمرّ المسلم في حياته بكثيرٍ من الأحداث والفتن والابتلاءات ولا شكّ بأنّ هذه الأمور تؤثّر في إيمانه بحيث يشعر أنّه في أحيانٍ معيّنة في حالة إيمانيّة عالية بينما يشعر أحيانًا بانخفاض هذا المستوى من الإيمان في قلبه، وهذه حقيقة أكّدها علماء الشّريعة الإسلاميّة بأنّ الإيمان يزيد وينقص وأنّ هناك عددٌ من الأمور التي تزيد الإيمان في القلوب، وقد جاء إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام مرّة عددٌ من الصّحابة مشتكين له من تغيّر الحال التي يكونون عليها من الإيمان عندما يعودون من حلق الذّكر ومجالس العلم إلى بيوتهم ولقاء أبناءهم وزوجاتهم، فيقول لهم النّبي الكريم مبيّناً لهم الأمر أن لو بقوا على ما بقوا عليه من الإيمان والرّقي الرّوحي لصافحتهم الملائكة في الطّرقات، ويتساءل عددٌ من المسلمين عن الطّرق التي تعين على زيادة الإيمان ومنها نذكر:
- التّأمل في السّموات والأرض والكون وما خلق فيهما من الآيات الباهرة والمعجزات الدّالة على عظم خلق الله وصنيعه، ولا شكّ بأنّ هذا يؤدّي إلى زيادة إيمان الإنسان وزيادة خشيته من الله تعالى، لذلك كان العلماء أخشى لله من غيره بما عرفوه وعاينوه من الآيات بعد الدّراسة والنّظر والتّأمل، قال تعالى في وصف المتفكّرين النّاظرين في الكون (ويتفكّرون في خلق السّموات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلًا، سبحانك فقنا عذاب النّار).
- التقرّب إلى الله تعالى بمزيدٍ من النّوافل في العبادات والطّاعات، ولا شكّ بأنّ أثر العبادة في زيادة الإيمان كبير حيث توثّق صلة العبد بربّه وتقوّيها.
- البعد عن الآثام والمعاصي، فلا يزال العبد يرتكب المعاصي حتّى يكون على قلبه الرّان والعياذ بالله والذي يقلّل إيمانه بينما يكون في البعد عنها زيادة الإيمان، قال تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)، وفي الحديث الشّريف بيان لأثر النّظر إلى النساء وهو جزء من المعاصي حيث تورث في القلب الهمّ والغمّ وبالمقابل فإنّ غضّ البصر يورث في القلب حلاوة ولذّة في العبادة، قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: ( من غضّ بصره عن محاسن إمرأة أورثه الله حلاوة إيمان يجدها في قلبه).
- ملازمة الصّالحين والأتقياء، فالصّاحب التّقي النّقي المؤمن يعين صاحبه على الطّاعات والاستزادة من الحسنات ويقوّي إيمانه بلا شكّ، كما يكون في البعد عن رفقاء السّوء زيادة في إيمان المرء، قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام:" لا تصاحب إلاّ مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي".