مشكلة ثبات الوزن
قد يعاني الكثيرون من مشكلة ثبات الوزن، خاصة ممن يتبعون حمية غذائية، حيث يشتكي معظمهم من ثبات أوزانهم وتوقفها عند مستوى محدد، على الرغم من اتباع الحمية الغذائية لفترة طويلة، مما يؤدي ذلك إلى الشعور بالإحباط، بل وقد تصبح فرصة استسلامهم للطعام أكبر، دون الإدراك أن هذه الظاهرة تعتبر إحدى المراحل الطبيعية التي يمكن أن يمر بها الجسم أثناء عملية التغير في الوزن من الوزن الفعلي إلى الوزن المطلوب، حيث تعرف بظاهرة ثبات الوزن، وهي مرحلة الاستقرار أو التوقف في انخفاض الوزن التي يمر بها الجسم بعد أربعة إلى ستة أسابيع، من بداية اتباع الحمية الغذائية.
كيفيّة حدوث ثبات الوزن
عند فقدان الوزن فإن ذلك لا يعني فقدان الدهون فقط، بل هو عبارة عن مزيج من دهون الجسم والكتلة العضليّة والسوائل، حيث إن التجارب التي أجريت على مجموعة من الذين يتبعون حمية غذائية أثبتت أن الفقدان الحاصل في الوزن هو عبارة عن 75% من الدهون، و25% من النسيج العضلي، والجزء الأكبر من هذه النسبة هو الماء، الذي تصل نسبته إلى 70% من وزن الجسم الإجمالي، و50% من وزن النسيج الدهني. وما يحدث فعلياً هو أن خلال فترة الأسابيع الأولى من اتباع الحمية الغذائية، ينخفض وزن الجسم بنسبة كبيرة، وقد يخسر الفرد عدة كيلوغرامات، وهذا كله يعتبر أمراً طبيعيّاً، فعندما تقل نسبة السعرات الحرارية المكتسبة من الغذاء، فإن الجسم يعوّض النقص عن طريق مخازن الطاقة في الجسم على مراحل مختلفة، ومنها:
- الجلوكوز الموجود في الدم: ويعتبر هذا المخزن بمثابة الطاقة الفوريذة.
- الجلايكوجين الموجود في الكبد والعضلات: بعد انتهاء مصدر الطاقة الأول، فإن الجسم يستبدله عن طريق المخزن الثاني، وهو الجلايكوجين الموجود في الكبد والعضلات، حيث يحتوي الجلايكوجين على نسبة كبيرة من المياه، فعندما يحترق الجلايكوجين اللازم لإنتاج الطاقة، فإن نسبة كبيرة من الماء تتحرر، وتقدر الكمية المتحررة من حرق غرام واحد من الجلايكوجين، بأربعة غرامات من الماء، وهو ما يشكل معظم الوزن المفقود في هذه المرحلة.
- الدهون المخزنة في النسيج الدهني: عندما يستنفذ مخزون الجسم من الجلايكوجين، فإنه يتخذ من الدهون بديلاً لإنتاج الطاقة، وتعتبر الدهون مخالفة للجلايكوجين في عدم احتوائها على نسبة كبيرة من الماء، بالإضافة إلى احتواء الغرام الواحد من الدهون على أكثر من ضعف كمية الطاقة المخزونة في الغرام الواحد من الجلايكوجين، أي أن الطاقة تنتج بشكل أكبر عندما يحترق، وتكون النتيجة النهائية أن فقدان الوزن يقل وقد يتوقف عن النزول، وهكذا تحدث ظاهرة ثبات الوزن.